للمصحف العثماني في المغرب قصة طويلة. كان هذا المصحف، حسب عدد من المصادر، أولا في حوزة الأمير الأموي عبد الرحمان الداخل الذي نقله معه إلى الأندلس حيث أسس دولة هناك، كانت استمرارا للدولة الأموية .ويعتقد أن مصحف عبد الرحمان الداخل هو المصحف نفسه الذي وجهه الخليفة الثالث عثمان بن عفان إلى الشام، أضيفت إليه ورقات من مصحف الخليفة الخاص، بعد مقتله، وعليها أثار دمه. احتفظ بالمصحف العثماني في جامع قرطبة الكبير مدة طويلة، قبل أن يقوم الخليفة الموحدي عبد المؤمن الكومي بنقله إلى مراكش سنة1158م .كان ذلك خوفا من وقوعه في يد النصارى. وصار السلاطين الموحدون يقدمونه أمامهم في أسفارهم وحروبهم .فقد للمرة الأولى سنة 1248م، إثر مقتل الخليفة الموحدي علي المعتضد من طرف الأعراب على مشارف تلمسان، فنهب المصحف ضمن ما نهب من المحلة السلطانية. لكن أمير تلمسان يغمراسن بن زيان من بني عبد الواد، أعداء الموحدين، نجح في استرجاعه. ولم يعد المصحف العثماني إلى المغرب إلا بعد قرابة قرن. كان ذلك في عهد السلطان المريني أبي الحسن، الذي نجح في الاستيلاء على تلمسان وحمله المصحف معه إلى عاصمة ملكه، فاس. أما المرة الثانية التي ضاع فيها، فكانت سنة 1340م، بعد هزيمة الموحدين الشنيعة في معركة طريف أمام نصارى الأندلس، ممثلين في مملكتي قشتالة والبرتغال مجتمعتين. ولأن هذا المصحف كان يقدم في المعارك فقد نهب بعد الهزيمة .في الأخير، افتداه السلطان أبو الحسن المريني من يد البرتغاليين. وظل في حوزة خلفائه بعده إلى أواخر القرن الثامن الهجري، قبل أن تنقطع الإشارة إليه إلى الأبد.
أي نتيجة
View All Result