جذب المغرب أطماع تجمعات بنكية ومقاولات فرنسية كبرى، لعبت دورا حاسما في خضوعه للاستعمار. من يقف وراء هذه القوى الإمبريالية؟ وإلى أي حد كان ثقلها مؤثرا في مصير البلاد؟
شكل المغرب، منذ القرن التاسع عشر، مجالا للأطماع الاستعمارية الأوربية، وكان السباق حول الأسواق والمواد الأولية جوهر هذه الأطماع. خلف المبادرات الدبلوماسية والعسكرية، التي يحفل بها تاريخ هذه المرحلة، تكمن رهانات اقتصادية كبرى، خاصة وقد باتت التجمعات البنكية ذات تأثير بليغ في توجيه القرار السياسي بعواصم البلدان القوى الاستعمارية آنذاك. من هذا المنطلق، تقترح عليكم “زمان” كشف الستار عن هذا الجانب الخفي من كواليس الاختراق الاستعماري للمغرب عبر بوابة صفقات ومشاريع كبرى للأشغال العمومية خاصة. فمن هي أبرز القوى الرأسمالية التي حرضت وخططت لاستعمار المغرب؟ ماذا كان حجم تأثيرها في الصراع الدبلوماسي الذي واكب هذا الحدث المفصلي في تاريخ البلاد؟ وما هي أهم محطات هذا الاختراق؟
من نافل القول التأكيد على أن هذا الملف ليس حول الاقتصاد الاستعماري، فهذا موضوع آخر لا يسعه المقام، ويحتاج لوقفة أخرى أكثر تفصيلا وشمولا. إنما الغرض من التساؤل حول الاستعمار الاقتصادي للمغرب، محاولة رصد التقاطعات بين التوسع الإمبريالي والاستعمار، باعتبار الأول محركا للثاني. لذلك، يركز هذا الملف على حصر أهم الشركات الفرنسية التي صنعت الظاهرة الاستعمارية في المغرب، والمغانم التي جنتها، ومدى الثقل الذي باتت تتمتع به بعد استقرار الاستعمار وخاصة في أعقاب الحرب العالمية الثانية، حين أضحى مصير المغرب في خضم النضال من أجل الاستقلال، رهينا لتفاعل قوى متعددة من بينها القوى الاقتصادية الفرنسية المتحكمة في اقتصاده.
هيئة التحرير
تتمة المقال تجدونها في العدد 52 من مجلتكم «زمان»