بنى البرتغاليون قلعتهم بمجرد تمكنهم من احتلال أسفي، لتكون مقرا لإقامة الحاكم العسكري، ليتم توظيفها في مراقبة المدينة والقبائل.
عرف المغرب مع نهاية الدولة المرينية وقيام الدولة الوطاسية تراجعا وانحطاطا على جميع المستويات، فانحسرت السلطة المركزية وقصرت يدها عن الوصول لمجموعة من المناطق المغربية التي ظهرت بها العديد من الكيانات المستقلة، وأضحى المغرب عبارة عن مملكتين، مملكة فاس ومملكة مراكش. في هذه الظروف العصيبة، كانت القوى الأوربية تتوثب لفتح المزيد من المسالك البحرية التجارية، واكتشاف آفاق ارحب لممارسة مبادلاتها التجارية. فكانت السواحل المغربية، سواء منها المتوسطية أو الأطلنتكية، بحكم وجودها في طريق التحركات الإيبيرية عرضة لتدخل البرتغاليين الذين استولوا على معظم الثغور الساحلية المغربية.
اعتماد “اقتصاد الغارة”
تهافت البرتغاليون على السواحل المغربية في إطار حملاتهم التوسعية، وقد تطلب منهم احتلالها قرنا كاملا من الزمن، (1415-1515م)، حيث استغرق ذلك عصر أسرة أفيش، التي ارتبط حكمها بهذا المشروع الاستعماري. كانت البداية سنة 1415م، وهو التاريخ الذي تم فيه الاستيلاء على سبتة، وكانت النهاية سنة 1515م، وهي السنة التي طردت فيها الحامية العسكرية البرتغالية من المعمورة، مما حد نهائيا من الأطماع البرتغالية. استمر الوضع على هذا الحال إلى حين قيام “دون سبستيان” سنة 1578م بمغامرته بالمغرب. وقد تمكن البرتغاليون من الاستيلاء على عشرة ثغور مغربية بالساحلين المتوسطي والأطلنتيكي.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 53 من مجلتكم «زمان»