تحل، اليوم 10 رمضان 1440 الموافق لـ16 ماي 2019، الذكرى الستون لرحيل “أب الأمة” محمد الخامس، الذي تولى العرش، بعد وفاة والده في عام 1927، وكان يبلغ بالكاد 18 ربيعا.
فقد راهنت سلطات الحماية الفرنسية على ملك شاب “غير مجرب ومتحكم فيه” لفرض سياساتها، قبل أن تكتشف أن محمد بنيوسف، أصغر إخوته والمولود في عام 1909، انحاز إلى الشعب المناضل من أجل الاستقلال، وتبنى خطاب الحركة الوطنية ابتداء من أربعينات القرن الماضي.
استمر شد الحبل بين السلطان والإقامة العامة، التي اضطرت في الأخير إلى تخييره بين التنازل عن العرش أو التوقيع على الظهائر. “هذا ما وصل إليه الحوار بيني وبين المقيم العام غيوم: إما التنازل عن العرش أو التوقيع على الظهائر. لن أوقع ولن أستسلم للواقع المفروض علي بالعنف والإكراه. ولن أتنازل عن العرش… إنني أنتظر ما سينفذونه”، كما يورد عبد الهادي بوطالب في مذكراته “نصف قرن سياسة”، نقلا عن محمد الخامس.
لم يتأخر رد الفرنسيين الذين قرروا نفي السلطان رفقة عائلته، ثم العمل على إسكات الوطنيين، غير أن الشارع ماج بالناس، مطالبين بعودة بنيوسف إلى عرشه.
في تلك الأثناء، اندلعت مواجهات عنيفة، قوبلت بعنف مضاد. دام الحال أكثر من سنتين، قبل أن تضطر فرنسا الرضوخ لمطالب الشعب بعودة السلطان الشرعي، والدخول في مفاوضات.
عاد الملك ليعلن “الرجوع من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر” وبناء المغرب المستقل، غير أن القدر لم يمهله كثيرا، وأسلم الروح، يوم 26 فبراير 1961، أي بعد حوالي خمس سنوات عن استقلال المغرب.
كان من المفروض أن يخضع محمد الخامس لعملية جراحية بسيطة، اختلفت الروايات حول أسبابها. “يقال إنه كان يشكو من مرض لم يعلن عنه. ويقال إنه كان يعاني من اختناق في التنفس، ويحتاج إلى عملية استهان طبيبه الخاص الدكتور كليري بها…”، وفق ما جاء في “نصف قرن سياسة”.
وفيما أشار القيادي اليساري المهدي بنبركة إلى وجود تقصير من خلال إجراء عملية جراحية في غرفة غير معقمة بمصحة القصر، بما يثير الشكوك حول الوفاة “المفاجئة” للملك، يقول عبد الهادي بوطالب: “ليس هناك ما كان يدعو إلى إثارة شكوك أو اتهامات حول وفاته. فالأمر يتعلق بتقصير في أخذ الحيطة. ربما كان من الواجب أن يكون لمحمد الخامس أكثر من طبيب واحد، أي مجموعة من الأطباء، كل واحد منهم متخصص في شعبة طبية. وقد أخذ الملك الحسن الثاني درسا من ذلك. فلم يكن له طبيب واحد، بل كان له أطباء متخصصون يتابعون حالته الصحية، كل في مجال تخصصه”.
أي نتيجة
View All Result