لا ترتبط صور التحقير والتنقيص من السود المغاربة باليوم فقط، بل هي ضاربة في القدم. “زمان” تأخذكم في رحلة عودة إلى أصول الظاهرة في التاريخ المغربي.
يقف المطلع فيما يشهده المغرب اليوم على نماذج عديدة ومتنوعة تظهر صورا من التحقير والتنقيص من أصحاب البشرة السوداء من المغاربة. ومن هذه الصور، ذيوع مصطلحات تحقيرية-قدحية من قبيل: عَزْوَة، وعَزِّي، وعَنْطِيزْ، وگانْـگا، واكْحَلْ، وزِيتُونَة، وحَرْطَانِي، وفَاخْرَة، وكَحْلُوشْ وغيرها من النعوت التي تهدف أحيانا إلى السخرية من المخاطب بها، وتحمل أحيانا أخرى بعدا عنصريا. وفي هذا السياق، يمكن استحضار ما وقع مؤخرا في البرنامج الكوميدي “ستاند اب”، عندما وصف أحد المشاركين آخر بـ”كحلوش”، فوجهت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري “الهاكا” إنذارا للقناة التي تبث البرنامج. ومن الملاحظات المتداولة عند المهتمين بهذه الظاهرة، غياب أصحاب البشرة السوداء في المناصب المهمة إسوة بالبيض، من قبيل شبه انعدام تقلد المناصب السامية (الوزراء والعمال…)، وشبه إقصاء من مزاولة الوظائف المصرفية والبنكية المرموقة، إلى جانب غيابهم في نشرات الأخبار وغيرها. ولعل هذا ما استغله وزير التعليم العالي الموريتاني والعضو في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية سيدي ولد سالم، فاتهم في تصريح له المغرب بـ”العنصرية”، معتبرا أن «المملكة المغربية لا يتمكن فيها أي أسود من أن يتبوأ أحد المناصب السامية، بالرغم من أن ذوي البشرة السوداء يمثلون نسبة 35% من السكان»، وفق تعبيره.
محمد ياسر الهلالي
تتمة المقال تجدونها في العدد 69 من مجلتكم «زمان»، يوليوز 2019