قبل حماية البلاد المغربية بأكملها، عرف المغرب وجها آخر من أوجه التغلغل الاستعماري خلال القرن الـ19، وقد تمثل ذلك في حماية الأفراد من طرف القوى الأجنبية الكبرى على رأسها بريطانيا وفرنسا وإسبانيا.
مثلت الحمايات، التي منحتها القوى الأجنبية لمواطنين مغاربة، أحد أبرز أوجه التغلغل في المجال ومصادرة القرار السيادي للدولة المغربية على امتداد عقود طويلة من الزمن. بدأت هذه الظاهرة صغيرة جدا وهمت فئات محدودة، حتى استفحلت بفعل ظروف وعوامل عديدة لتشمل فئات واسعة من المجتمع المغربي خلال القرن التاسع عشر، بل اخترقت حتى الصفوف الأولى داخل الجهاز المخزني. وقد تنافست القوى العالمية الكبرى المتربصة بالمغرب على تعزيز عدد محمييها وفرض احترامهم وتوقيرهم كمدخل أساسي لبسط نفوذهم في المغرب، بل ذهبت الدول الحامية أبعد في ضغوطاتها على المخزن لضمان أمن محمييها من خلال تحريك الأساطيل والتلويح بشن الحروب.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 69 من مجلتكم «زمان»، يوليوز 2019