وصلت اللغة العربية إلى المغرب في ركاب الإسلام، لذلك حظيت بمكانة متميزة لدى الأمازيغ الذين اعتنقوا دين محمد، لكنهم حافظوا على لكنتهم أو ما درجوا عليه.
نسلخت اللغة العربية منذ فجر الإسلام عن وضعها كلغة قبلية أو قوم، كي تصبح لغة حضارة. وضعها ذلك سمح لها أن تتعايش مع لغات عدة في دائرة الحضارة الإسلامية، مع المجموعات غير العربية أو العجم، الذين حافظوا في مستوى التخاطب اليومي على لغاتهم الأصلية، أو مرحليا، حسب العصور. اصطبغت اللغة العربية بالطابع المحلي، فكانت هناك لهجات أو ألسن، لكن تلك الألسن التي كانت أدوات التخاطب لم تكن قط لغة كتابة.
لذلك تعايشت اللغة العربية مع تلك المتنوعات. كانت تسمى بلسان العوام، أو العامية، أو ما درج الناس عليه في التخاطب، أي ما اعتادوا عليه، مما أعطى كلمة دارجة. إلا أن اللغة العربية كانت تحظى في دائرة الإسلام بمكانة متميزة، بصفتها لغة القرآن والعلوم، بخاصة في العصر العباسي، أو بالأندلس، حتى العهود العثمانية حيث أخذت مكانة اللغة العربية تضمحل، ودخلت فيما يسمى بالانحطاط.
حسن أوريد
تتمة الملف تجدونها في العدد 74 من مجلتكم «زمان»، دجنبر 2019