زلزال الحوز.. الحدث الأليم
يعد زلزال الحوز الذي ضرب المغرب شتنبر المنصرم، أبرز حدث طبع سنة 2023. وقد أحدث الزلزال صدمة كبيرة داخل المغرب وخارجه؛ إذ خلف حوالي 3000 قتيلا وأزيد من 5600 جريح. وكانت الأرض قد اهتزت تحت أقدام ساكنة الحوز ومراكش وضواحيها يوم 8 شتنبر، بارتدادات بلغت قوتها 6.9 على مقياس ريشتر. وبالرغم من هول الفاجعة، إلا أن المغرب أبان أمام أنظار العالم أنه قادر على تدبير مصائبه، وذلك بفضل التعليمات الملكية الصارمة عبر تقديم إعانات وإغاثة المعطوبين وإيوائهم على وجه السرعة. وبإزاء هذا الزلزال الطبيعي، وقعت ارتدادات أخرى على المستوى السياسي، منها رفض المغرب مساعدات بعض الدول، كالجزائر وفرنسا.
2023.. سنة إقرار السنة الأمازيغية
بعد انتظار طال أمده، شهدت سنة 2023 أخيرا إقرار السنة الأمازيغية والاعتراف بها وطنيا، فأضحت عيدا وعطلة رسمية. وكان الملك قد أصدر في شهر ماي أوامره بجعل هذه العطلة مؤدى عنها؛ على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية. نزل هذا القرار الملكي بردا وسلاما على نشطاء الحركة الأمازيغية ومن كانوا ينادون بالاعتراف بالسنة الأمازيغية التي تصل الآن إلى سنة 2973. وبعد أيام من البلاغ الملكي، صادقت الحكومة واتخذت يوم 14 يناير من كل سنة عيدا وطنيا بحسب مرسوم صادر يوم 23 نونبر. وبذلك يرتفع عدد أيام الأعياد المؤداة عنها في المغرب إلى ثلاثة عشر يوما في السنة.
فلسطين ضمن اهتمامات المغاربة
خرجت سنة 2023 ولم تخرج معها جراحها التي تركتها أمام أنظار العالم بسبب ما حدث في فلسطين. ففي السابع من أكتوبر، بدأت معركة مسلحة جديدة بين حركة “حماس“ وبين الإسرائيليين، أسفرت عن مئات القتلى والجرحى وعشرات الرهائن. في هذا الصدد، أبدى المغرب استياءه مما يحصل بقطاع غزة، مستنكرا قصف المستشفيات وقتل الأبرياء. وبالرغم من استئناف العلاقات بين المملكة وإسرائيل، إلا أن المغرب لم ينس دوره الإنساني في دعم المكلومين. وقد قال ملك البلاد في مناسبة دولية أن «الأعمال العسكرية الإسرائيلية الانتقامية في قطاع غزة أبانت عن انتهاكات جسيمة تتعارض مع أحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني»، مؤكدا رفض المغرب «لكل التجاوزات وسياسة العقاب الجماعي والتهجير القسري ومحاولة فرض واقع جديد».
نهاية 2023 على وقع اعتقال سياسيين وبرلمانيين
لم تكد سنة 2023 تغلق أبوابها حتى تفاجأ الرأي العام بمتابعة سياسيين وبرلمانيين بتهم تتعلق بالفساد وتجارة المخدرات .وكان الوكيل العام للملك أعلن نهاية شهر دجنبر، في بلاغ للرأي العام، عن متابعة كلا من سعيد الناصري الذي يرأس مجلس عمالة الدار البيضاء وفريق الوداد الرياضي، وكذلك البرلماني عبد النبي بعيوي رئيس مجلس جهة الشرق، من بين 25 متهما، على خلفية الاشتباه في ارتباطهم بقضية المعتقل المالي رجل الأعمال الملقب بـ“إيسكوبار الصحراء“. وتوزعت التهم في المشتبه بهم بين جرائم تتعلق بعضها بالاتجار في المخدرات وتصديرها والإرشاء والتزوير في محاضر رسمية، وكذلك القيام بأعمال تمس حرية الأشخاص الفردية قصد إرضاء أهواء شخصية، وغيرها من التهم.
الحاجة لتعديل مدونة الأسرة
بحلول سنة 2024 تكون مدونة الأسرة قد أكملت عقدها الثاني، وهي مدة طويلة عرفت عدة تقلبات على المستوى السياسي والاجتماعي بالمغرب. ولهذا الغرض، أعطى الملك تعليماته في شهر شتنبر من السنة الفارطة بتعديل المدونة الجاري بها العمل. وقد أسند الإشراف العملي على إعدادها «بشكل جماعي ومشترك، لكل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة». كما دعا إلى إشراك هيئات أخرى بصفة مباشرة، في مقدمتها المجلس العلمي الأعلى، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والسلطة الحكومية المكلفة بالتضامن والإدماج الاجتماعي، مع الانفتاح أيضا على هيئات وفعاليات المجتمع المدني والباحثين والمختصين. وقد اقتضت التعليمات رفع التعديلات المقترحة إليه في أجل أقصاه ستة أشهر، وذلك قبل إعداد الحكومة لمشروع قانون وعرضه على مصادقة البرلمان.
الطريق إلى كأس العالم 2030
انتهت سنة 2023 ولم تنته معها فرحة المغاربة بقبول ملفهم لتنظيم كأس العالم لسنة 2030. ففي شهر أكتوبر زف الملك محمد السادس خبر اعتماد مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم، بالإجماع، لملف: المغرب – إسبانيا – البرتغال، كترشيح وحيد لتنظيم كأس العالم 2030 لكرة القدم. وقد مثل هذا القرار إشادة واعترافا بالمكانة الخاصة التي يحظى بها المغرب بين الأمم الكبرى. وعقب هذا التصويت، عيّن عاهل البلاد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع رئيسا لـ“لجنة كأس العالم 2030″. ولهذا الغرض، أعلن المغرب أنه سيقوم ببناء ملعب كبير بمدينة بنسليمان، بالإضافة لتجهيز المرافق الرياضية والعمومية لاستقبال هذا الحدث الكروي الهام.
اكتشافات شالة.. يوم للتاريخ
في تقدم علمي قل نظيره، اختتمت سنة 2023 على وقع اكتشاف علمي جديد قيل عنه إنه سيغير وجه المغرب في السنوات المقبلة. ويتعلق الأمر باكتشاف مدينة قابعة وراء وتحت موقع شالة التاريخي، تعود للفترتين المورية والرومانية. وبهذا الخصوص، نظمت وزارة الثقافة بمعية المعهد الوطني للآثار والتراث ندوة يوم 3 نونبر، لتقديم خلاصات أربعة أشهر من العمل الميداني. ومن نتائجها اكتشاف ما يحيط بسور مدينة سلا القديمة (شالة)، وهو سور مؤرخ بالقرن الثاني بعد الميلاد ويشكل جزءا من السور الدفاعي الذي كان يحيط بمدينة سلا. كما تم العثور على بقايا أثرية لحمام عمومي كبير شُيّد مع بداية القرن 2م، بالإضافة لتفاصيل واكتشافات أخرى مهمة.
أزمة الماء تقض مضجع الحكومة
لم تنقض سنة 2023، إلا والمغرب ما يزال يحاول تدبير شؤونه في ما يخص أزمة الماء، فحسب وزارة التجهيز والماء، فإن السنوات الخمس الأخيرة عرف فيها المغرب فترات جفاف متواصلة، وشهدت سنة 2023 بدورها منسوبا ضعيفا للتساقطات المطرية، أثرت على موارده المائية وعلى انخفاض نسبة ملء السدود التي بلغت 23.5 بالمائة. هذا وقد سبق للجهات المسؤولة الإعلان عن حزمة من التدابير لإنهاء أزمة الإجهاد المائي، منها ما أعلن عنه رئيس الحكومة بلجوء المغرب لـ“السياسة المائية“ التي تتعلق بتحلية مياه البحر، بالإضافة لتعليمات أخرى من وزارة الداخلية، مؤخرا، تمنع استعمال المياه الصالحة للشرب في سقي المساحات الخضراء وتنظيف الطرق الأماكن العامة، فضلا عن تدابير ومشاريع مستقبلية.