في كل سنة، وبالتحديد يوم 16 ماي، لا أحد ينسى التفجيرات والأحداث الإرهابية التي هزت المغرب بمدينة الدار البيضاء. الشيخ الكتاني، أحد المعتقلين في الملف وأحد رموز التيار السلفي يتذكر لحظات اعتقاله في حديثه مع “زمان”، لا سيما لحظة لجوئه واختبائه في بيت الدكتور الخطيب.
أنت اعتقلت قبل وقوع تفجيرات 16 ماي، حدثنا عن ذلك ؟
قبل ذلك، بلغني أن حملة الاعتقالات طالت بعض الأشخاص الذين كانوا يحضرون خطبي ودروسي. لكن الغريب أن فتوى كنا أصدرناها بخصوص أحداث تفجير البرجين بأمريكا، لم يعتمد عليها في الاعتقالات، مع أنها كانت السبب بخصوص من له الحق بالإفتاء. وبالتالي فحملة الاعتقالات والاستنطاقات طالتني وطالت بعض الشيوخ كأبو حفص، الذي كنت الأقرب إليه فكريا ونتعاون على نشر العلم.
كيف تم اعتقالك ؟
استدعيت مرتين: كنت في بيتي وتم استدعائي إلى ولاية أمن الرباط، فسألوني عن مخيم ترفيهي كنا أقمناه مع بعض الإخوة، قبل سنة. ثم بعد ذلك بأسابيع، استدعيت مرة أخرى إلى أمن سلا بسبب شكاية مزعومة تدعي أنني خالفت المذهب المالكي. الاستدعاء الأول أطلقوا سراحي ولم يلق علي القبض، لكن في سلا تحفظوا علي ليومين تقريبا، فتدخلت لي بعض الجهات العليا النافذة، لا داعي لذكرها، فجاءهم الأمر بإخلاء سبيلي.
ثم اعتقلت مرة أخرى ؟
بعد أيام من ذلك، تم استدعائي للمرة الثالثة، فأبيت الامتثال واتجهت إلى بيت الدكتور الخطيب -رحمه الله- بحكم علاقتنا الوطيدة، فمكثت عنده، عسى أن تحل الأمور بدون تشويش. لكن السلطات الأمنية قدمت إلى بيته وطوقته، فأخبروه أنه يجب تسليمي لهم. وقد حاول الخطيب ألا يسلمني إلا بتوفر شروط الاعتقال والمحاكمة العادلة. لكن وبعدما وردت إليه أوامر عليا، وأظن أن مصطفى الساهل وزير الداخلية آنذاك اتصل به، فأخبره أن الأمر جلل ويفوق طاقته.
وهل حاولت الاتصال بالجهات النافذة التي سبق وأن تدخلت لك ؟
هذه الشخصية الكبيرة نفسها اعتذرت في هاته المرة، وقالت لي أن الأمر يتجاوزها. وفي الأخير مع كل هاته الجهود خضعت لرغبتهم وسلمت نفسي.
(الحوار كاملا في العدد 64)