لم يكن أحمد الكباشي، الذي جاء من تافراوت إلى طنجة، يتوقع أن يغادر جلباب التجارة السوسي، ليصبح أحد الوجوه المألوفة في المدينة شأن محمد شكري وبول بولز والعربي اليعقوبي وآخرين .لقد خبر الكباشي، الذي أطلق عليه الطنجاويون لقب ”الروبيو “لشقرة رأسه وبياض وجه، العوالم السفلى، وجرب مغامراتها والبطولات الشطارية، رفقة محمد شكري زمن النزوات الشبابية، وثقها الأول في رواياته كتابة، فيما اختار”الروبيو” أن يكون راويها مشافهة. هنا، يعود إلى بعض منها.
متى جئت إلى مدينة طنجة؟
في عام ،1965 كان عمري، حينئذ، يبلغ بالكاد 12 سنة .أبلغت والدتي أنني لم أعد أطيق العيش في تافروات حيث رأيت النور في قرية أسكارو، بعدما وقع ما وقع في إحدى الليالي داخل المسجد مع الفقيه الذي كنت، رفقة عدد من أقراني، أحفظ على يديه القرآن الكريم، وكان يعلمنا القراءة والكتابة.
ماذا وقع بالضبط في تلك الليلة؟
نزل المطر مدرارا في ذلك اليوم، إلى حد أن الواد حمل، فلم يكن في الإمكان قطعه والعودة إلى منزل العائلة. طلب منا الفقيه المبيت بالمسجد. وفي الليل تحرش بي في بيتا لله. في طريق العودة إلى المنزل، اتخذت قراري بمغادرة تافراوت، والتوجه إلى طنجة…
لماذا اخترت هذه المدينة؟
لأن أخي الأكبر، اسمه صالح، كان يدير هناك متجرا للمواد الغذائية بعد وفاة والدي. وأردت الالتحاق به، حتى أطوي صفحة المسجد والفقيه. لكن ما حدث أن الوالدة لم تكن تملك المال الكافي لشراء تذكرة الحافلة. فاقترحت على السائق كيسا من الحمص، قَبِل لكنه اشترط أن أسافر على متن السطح رفقة الأمتعة والدجاج.
كيف كانت دهشتك الأولى في المدينة؟
كانت بمثابة صدمة. تصور أن تأتي من قرية صغيرة لا تتوفر على أبسط التجهيزات، إلى مدينة لا تعرف الناس فيها، يختلط فيها أصحاب الجلاليب، كما عندنا في أسكارو، وأصحاب البدلات الغربية في أزقتها وشوارعها…
حاوره عمر جاري
تتمة الحوار تجدونها في العدد 124 من مجلتكم «زمان»