لا يحب أحمد حبشي، المناضل السابق في منظمة 23مارس، الحديث عن نفسه، بل يفضل دائما الحديث عن تجارب الآخرين… وبالرغم من أنه ذاق عذابات السجون في سنوات الرصاص، إلا أنه ما زال قادرا على العطاء، إذ يدير حاليا مركز محمد بنسعيد آيت يدر للأبحاث والدراسات …في هذا الحوار، يرجع بنا حبشي إلى السبعينات، أيام كان مدرسا مولوعا باليسار، كما يقدم قراءة في تجربته المسرحية في فرقة “المسرح الباسم” وعن الصراعات التي كانت بين الإتحاديين ومناضلي 23 مارس داخل الفرقة، وكذا عن فترة رئاسته لفرقة “المسرح الأّحمر”، التي كانت بمثابة واجهة ثقافية لإيديولوجيا اليسار.
بداية، حدثنا عن خليفة انضمامكم لمنظمة 23 مارس؟ وهل كنتم من الأعضاء الذين عايشوا مخاض التأسيس أم التحقتم بعد ذلك؟
انخرطت في المنظمة بعد تأسيسها، أي أنني لم أعايش مرحلة البدايات والمخاض الأول. وقد كانت لدي ميولات يسارية وهو ما سهل عملية الانضمام .كنت قريبا من الاتحاد الوطني للقوات الشعبية حينذاك، وكنت أنشط كمناضل يساري لكن دون انتماء محدد. في تلك الفترة، انتبه لي أعضاء من المنظمة من خلال عملي في المسرح، بعدما رأوا أنني في مستوى الانضمام إلى التنظيم، فبدأوا يبحثون عن طريقة للتواصل معي.
كيف بدأت علاقتك بالمسرح؟
كنت مرتبطا بدار الشباب في طفولتي، وما أثار انتباهي في الأنشطة التي كانت تقدم الدار هو المسرح، وقد كان أخي الأكبر لديه الميول نفسه. وأذكر أن حضوري لعرض مسرحية “الذباب“ لجون بول سارتر في المسرح البلدي، كان من اللحظات الفارقة في حياتي. أعجبت بأداء الممثلين حينئذ، والأفكار التي ناقشها العرض .بدأت تظهر ميولاتي المسرحية بشكل واضح حينما التحقت بفرقة “الشهاب“ التي كان يديرها الأستاذ محمد التسولي، هناك تعمق شغفنا بسارتر وعوالم الفلسفة الوجودية .والتحق بنا بعد ذلك يوسف فاضل، الذي كتب أول مسرحية للفرقة في مساره .وبعد الخبرة التي اكتسبناها في تجربة “الشهاب“، صارت رؤيتنا مختلفة شكلا ومضمونا للعمل المسرحي، وهكذا أسسنا فرقة “الباسم“ تبعا للضوابط القانونية المعتمدة.
تتمة الحوار تجدونها في العدد 109 من مجلتكم «زمان»