من المواضيع التي ما تزال تشكل حساسية وإشكالية قانونية وأخلاقية في المغرب، هي قضية التحول الجنسي. لكن مما لا يعلمه الكثيرون أن أول عملية لتغيير الجنس في العالم تمت في المغرب.
في السنوات ما بين الأربعينيات والستينات، كان جورج بيرو (Georges Burou) طبيب نساء فرنسي شهير في مجال الطب، عرف عنه باحثا وموهوبا “ذو مهارة استثنائية”. كانت عيادته تقع بالمحاذاة من الحديقة المسماة الآن الجامعة العربية وسط الدار البيضاء. وفي سنة 1956 قام بزعزعة العالم بالقيام بأول عملية ناجحة لتحول جنسي لشاب فرنسي يدعى “جيني”، الذي كان معروفا في عالم الليل البيضاوي خلال فترة الاستعمار. وتلتها عدة عمليات، كتلك الذي خاضها شاب بريطاني اسمه ابريل أشلي (April Ashley). هذا الأخير كان في عمره الـ25، قدم إلى المغرب من أجل الخضوع لعملية تحول جنسي إلى أنثى يوم 12 ماي 1960 في عيادة الطبيب الفرنسي. وقد كلفته العملية آنذاك ما يناهز 3000 دولار أمريكي، واستغرقت حوالي سبع ساعات. بعد نجاح العملية وانتشار الطريقة العلمية في الجراحة، استمر الطبيب الفرنسي بالقيام بعمليات تحول جنسي بالمغرب وخارجه. وإلى غاية منتصف السبعينات بلغ عدد المتحولين جنسيا بين يديه، من الرجال والنساء، العشرات بل المئات (مصادر تتحدث عن 2000 حالة)، حيث قيل أنه كان يشتغل في العيادة سبعة أيام في الأسبوع، ولأزيد من 15 ساعة كل يوم.