بعد وفاته عام ،2007 بعث الملك محمد السادس ببرقية تعزية لأسرة إدريس بنزكري، واصفا إياه بـ«المناضل»، كانت المرة الأولى من نوعها التي يطلق على أحد هاته الصفة.
وسط أسرة متواضعة بقرية أيت واحي الأمازيغية، رأى إدريس بنزكري النور في عام .1950 كانت هاته الأرض على موعد مع رجل استثنائي، توجهات مختلفة نتج عنها مسار مختلف. هو وجه من وجوه المعارضة البارزة، مارس النضال بطرق مختلفة، عرف كيف يتماشى مع كل مرحلة حسب خصوصياتها، أو ربما كان النضج.. السجن في سنوات الرصاص علمه بأن النضال يمكن أن يكون بوسائل أخرى، لكن مع الحفاظ على المبادئ ذاتها والشرف ذاته .وبالرغم من ذلك، انتقده البعض لقبوله قيادة هيئة الانصاف والمصالحة، معتبرين أنه تخلى عن مبادئه، وصار يشتغل لصالح النظام.
لكن الملك الشاب آنذاك وإدريس كانت لهما الدوافع نفسها، الرغبة في الانفصال عن عهد نظام سابق بالتصالح معه. من جهة أخرى ما آمن به إدريس كان أقوى من أن تهزه نظرة الآخر له. بصوت هادئ وواثق أجاب خصومه: «أتقبل ذلك ..إنه جزء من حرية التعبير».
بعد وفاته، كتب عنه حميد برادة مقالا نشر في مجلة “جون أفريك“ وصفه بـ“القديس“ .منذ طفولته كان يهتم بالآخر، إذ تحكي أخته بأنه كان يطلب من أمه أن تجمع النساء في البيت ليحدثهن عن حقوقهن، كان شديد التأثر أمام المحتاجين. ظل يساعد قدر الإمكان، كما حرص على دفع تكاليف علاج مرضى آخرين حتى وهو على فراش الموت، إذ يقول أخوه: «كان يعتبر أن من واجبه مساعدة أي شخص احتاجه».
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»