يملك إدريس بنهيمة، الذي تعاقب على العديد من مناصب المسؤولية في الدولة، رؤية مختلفة عن تاريخ بلادنا الراهن ومراحله الصعبة، نادرا ما تجد طريقها للتداول العمومي. في ما يلي رحلة مع ذاكرة بنهيمة ورأيه في سنوات الرصاص ودور الملكية والريف والسياسة الاقتصادية… فضلا عن كواليس عدد من الملفات التي أوكلت إليه، مثل ملف جرادة.
نعود لجرادة. ألا ترى أن الأزمة التي تفجرت اليوم تعود أسبابها ربما للطريقة التي عولج به الملف عند إغلاق مناجم المدينة؟
قبل الإجابة عن سؤالكم، يهمني أن أوضح بداية أنني ترددت شيئا ما في تلبية دعوتكم، لأنني لا أتفق مع بعض المواقف التي تعبرون عنها في بعض مقالاتكم، وإن كنت أحترم ما تقدمونه لكل من يهتم بالتاريخ الراهن للمغرب. لذلك يهمني أن أوضح أنني لا أتفق مع خطكم التحريري، ومع المراجعة التي تقومون بها لتاريخ بلادنا والانتقادات التي توجهونها للدولة ولبعض الشخصيات التي كانت تمثلها.
يهمنا كذلك في مجلة “زمان” التذكير بأننا لا ندعي التعبير عن أية مواقف سياسية، وإنما كشف وعرض وقائع موثقة لأحداث حصلت بالفعل، بغض النظر عن الطريقة التي يؤولها كل طرف، وأننا لا نسعى لتوجيه قرائنا نحو أي تأويل مسبق لهذا الأحداث!
لكنني أجدكم ترددون عددا من الأفكار النمطية التي لا أتفق معها إطلاقا، مثل فكرة تهميش الريف بعد أحداث سنة 1959. أستطيع التأكيد أن هذه مغالطة من منطلق تجربتي الشخصية في المكتب الوطني للكهرباء. فعندما كنا بصدد مشروع كهربة العالم القروي في تسعينات القرن الماضي لم يكن ثمة أي تهميش لقرى الريف التي استفادت كغيرها من القرى المعنية في مختلف ربوع المملكة. كما أن الواقع الذي وقفنا عليه حينئذ أظهر بجلاء أن الفقر وانعدام الإمكانيات عانت منه الكثير من مناطق المغرب ولم يكن حكرا على الريف. المشكلة أن الدولة المغربية كانت فقيرة حينئذ، لا موارد لها.
حاوره يوسف شميرو وكريم بخاري وإسماعيل بلاوعلي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 53 من مجلتكم «زمان»