بعد التدهور الذي تعرضت له حلبة مصارعة الثيران “بلاثا طورو” بمدينة طنجة، يتم العمل حاليا على مشروع يروم إلى إعادة إحياء هاته الحلبة التي تعكس الحضور الإسباني بمدينة طنجة. ففي سنة 1949 أطلق الإسبان مشروع بناء هاته الحلبة التي تضم 11 ألف مقعد، أما الافتتاح فقد كان في 27 من غشت سنة 1950، وقد خلد هذا الحدث بتنظيم تظاهرة كبيرة لمصارعة الثيران، بمشاركة ثلاثة من أمهر المصارعين: أغوستين بارا وخوسي ماريا مارتوريل ومانويل كاليرو.
كشف العربي المصباحي، المحافظ الجهوي للتراث بجهة طنجة-تطوان-الحسيمة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الإسبان سعوا إلى بناء “بلاثا طورو”، بهدف نقل جزء من تراثهم وثقافتهم إلى المغرب، مضيفا إلى أن الحلبة احتضنت مجموعة من المسابقات خلال سنوات افتتاحها.
أشار المصباحي إلى أن عروض مصارعة الثيران توقفت بعد سنة 1956، أي بعد الاستقلال، لترجع من جديد سنة 1970 بعرض عرف مشاركة واحد من أشهر المصارعين الإسبان، مانويل بينيتيث، الذي اشتهر باسم القرطبي، لكنه استعراض لم يحظ بنجاح كبير، إلا أن خصوصيته تكمن في كونه الأخير في تاريخ الحلبة، بالتالي طبع التاريخ الثقافي لمدينة طنجة. تحولت الحلبة بعد ذلك إلى ثكنة عسكرية، ثم إلى فضاء متعدد الاستعمالات لاستقبال المعارض وبعض الأنشطة الثقافية، أما الإغلاق فقد كان في سنة 1980، الشيء الذي أدى إلى تدهور المبنى مع مرور السنوات.
يذكر أن “بلاثا طورو” صنفت كتراث تاريخي من طرف وزارة الثقافة سنة 2016، والنقاش حول ترميمها كان حاضرا بقوة منذ سنوات، إذ أكد المحافظ أن مشروع التأهيل أطلق مؤخرا، بغية تحويلها إلى فضاء لاستقبال مختلف التظاهرات الثقافية والرياضية، مع منحها وظيفة تجارية أيضا.
بلغت القيمة المالية لمشروع التأهيل 50 مليون درهم، كما أطلقت وكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، بتعاون مع المجلس الجهوي لهيئة المهندسين المعماريين، مسابقة لاختيار أفضل تصاميم تأهيل “بلاثا طورو”، وقد تم اختيار المشاريع الفائزة، وعهد لفريق من المهندسين بتنفيذ عقد الترميم وفق النمط المعماري الأصلي للحلبة.
أي نتيجة
View All Result