أعيد، مؤخرا، تأهيل أول إقامة عامة للحماية الفرنسية التي اشتهرت باسم “دار الاتحاد”. وبالتالي، استعادت هذه البناية التاريخية الواقعة في قلب المدينة العتيقة بالدار البيضاء مجدها السابق، غير أن مستقبل مالكها ما يزال مجهولا.
في زاوية زقاق ضيق داخل المدينة العتيقة بالدار البيضاء، تثير بناية متميزة انتباه السياح والغرباء، إذ لا تفتقر للأناقة، من خلال بياض واجهتها الناصع، وكبر مساحة البناية التي تحيط بها حديقة خضراء، وكأنها تنفجر في وجه الكثافة العمرانية داخل أسوار المدينة القديمة. هذا المقر السابق للإقامة العامة الخاصة بالحماية الفرنسية تحول، غداة استقلال المغرب، إلى ملحقة تابعة لنقابة الاتحاد المغربي للشغل، وظل شامخا على مر عقود، كما عرف حيوات متعددة.
هنا سكن ليوطي
بني مقر الإقامة العامة في بداية العشرية الثانية من القرن العشرين، غير أن مهندس هذه المعلمة الأثرية ما يزال مجهولا إلى حد الآن. هل وقع هذا الأمر في التاريخ المعماري للدار البيضاء سهوا أم متعمدا؟ تعدم المصادر التاريخية عناصر كاملة لجواب كافٍ، علما أنه عادة ما حرص بناة المدينة العملاقة على حفظ تاريخهم وتاريخها ببراعة. ليس هذا هو السؤال الوحيد الذي تطرحه البناية، التي تدفع الشاهد إليها بالاسترسال في طرح أسئلة أخرى حول مظهرها الخارجي المتواضع المثير للدهشة، بل الذهول. ذلك أن البناية كانت محل سكنى للماريشال هوبير ليوطي في السنوات الأولى من حلوله كمقيم عام في المغرب.
سامي لقمهري
تتمة المقال تجدونها في العدد 61 من مجلتكم «زمان»