تعتبر عملية ”إيكوفيون “إحدى أهم المعارك العسكرية التي وقعت بعد استقلال المغرب وتحكمت في مصيره؛ فقد أدت نتائجها إلى تشرذم جيش التحرير المغربي، لكنها دفعت المغرب لاستكمال وحدته الترابية بالأقاليم الجنوبية. فما هي أسباب هذه العملية ونتائجها؟
حفلت السنوات الأولى من استقلال المغرب بأحداث ذات أهمية سياسية تزعمتها أحزاب الحركة الوطنية، وبأحداث عسكرية تزعمها عناصر من جيش التحرير المغربي .وقد شكلت مرحلة ما بعد 1956 حقبة جديدة لاختلاف الرؤى والتوجهات حول تدبير المغرب المستقل، والتي آلت إلى حدوث تجاوزات وصدامات إما مع السلطة (القصر)، أو بين عناصر الحركة الوطنية نفسها وجيش التحرير المغربي.
من بين أهم المواقف التي أثير الخلاف حولها بين الوطنيين، هو مواصلة العمليات المسلحة وتحرير باقي المناطق المستعمرة، بالرغم من توقيع المغرب سنة 1956 اتفاقيتي 2 مارس (مع فرنسا) و7 أبريل (مع إسبانيا). فبينما اختار بعض المقاومين وضع سلاحهم والانضمام للقوات الملكية المسلحة، اختار آخرون الانضمام لجيش التحرير بجنوب المملكة. وقد نتج عن استمرار عمليات المقاومة حدوث معركة عنيفة عرفت باسم “إيكوفيون“، قيل إنها معركة لو ربحها المغاربة لما ظلت مسألة الصحراء قائمة إلى الآن. بعد استقلال المملكة، ارتأت عناصر من جيش التحرير المغربي نقل نضالها من شمال المغرب إلى جنوبه لاستكمال وحدة البلاد، وكان البعض منهم مقتنعا بعدم الاعتراف باستقلال المغرب إلى غاية استكمال تحرير باقي الأراضي الجنوبية الخاضعة للاحتلالين الفرنسي والإسباني، وبالأخص مواجهة فرنسا واسترجاع تندوف وبعض المناطق الصحراوية التي كانت مغربية وألحقتها القوات الفرنسية بالجزائر .وسنأتي على الأسباب التي جعلت المواجهة تقع في البداية بين جيش التحرير المغربي وبين القوات الفرنسية وليست الإسبانية.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 124 من مجلتكم «زمان»