قام كل من المؤرخان خوان مارتينيز ليل، ومرسيدس غيجارو، بالاستناد على وثائق استعاداها من الصليب الأحمر الدولي (جنيف)، الذي زار المعسكرات صيف عام 1942، ووثائق رقمية من مركز توثيق الذاكرة التاريخية بجامعة سالامانكا، بالكشف عن هويات 1760 جمهوريا إسبانيا كانوا محتجزين في معسكرات الاعتقال في بوعرفة المغربية وبشار الجزائرية.
وبحسب ما نشر في قسم الأرشيف بجامعة أليكانتي الإسبانية، فإن معظم هؤلاء المحتجزين أجبروا على العمل في بناء سكة حديد عبر الصحراء. ووضعت القائمة باسم “معسكرات العمل القسري عبر الصحراء” في موقع الجامعة الإلكتروني الرسمي، حيث أتيح للعامة الاطلاع عليها، بينما أكد مارتينيز ليل أن المشروع يبقى مفتوحا وسيتم “إثراؤه يوما بعد يوم بمواد جديدة”، ما يجعل من موقع جامعة إليكانتي، وفقه، “مرجعا أساسيا بالنسبة للباحثين في هذا الموضوع أو لأفراد أسر الضحايا” الذين يسمّون “عبيد قطار الصحراء”.
ووفق ورقة تعريفية مرفقة بلائحة ضحايا الحكومة الفيشية في المغرب والجزائر فإن العمل في هذين المعسكرين وبقية المنطقة كان في ظل نظام قسري، بأجور بائسة، وظروف عمل قاسية، إذ إن معظم الأشغال التي أجبروا على القيام بها كانت بالمعاول والمجارف، كتقطيع الأحجار وتشذيبها ونقلها ورصها.
تجدر الإشارة إلى أن قطار الصحراء هو خط سككي يمتد لآلاف الكيلومترات، كانت حكومة فيشي الفرنسية تخطط عبره لربط مستعمراتها في شمال إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى، ومنه مقطع بوعرفة في المغرب وبشار في الجزائر، التي كانت تسمى آنذاك “كولومب بشار”، وهو المقطع الذي أجبر فيه الآلاف على العمل في ظروف غير إنسانية، من بينهم ما لا يقل عن 4000 إسباني ينتمون إلى “الجمهوريين”، وهم المنفيون أو الفارون من نظام فرانكو.
أي نتيجة
View All Result