عمدت الباحثة التونسية هالة الوردي، في كتابها “الأيام الأخيرة لمحمد”، إلى نفض الغبار عن الكثير من المعطيات عن وفاة الرسول محمد، كما حاولت مراجعة بعض الحقائق حول ظهور الإسلام، وهي حقائق ما يزال الاعتقاد السائد حولها بأنها مطلقة. هنا تعود الوردي، أستاذة الآداب الفرنسية، إلى حدث نزول الكتاب، إلى الأكشاك، وتكشف عن أهم ما جاء فيه، والذي تقترح فيه إعادة تركيب أحداث الأيام الأخيرة التي سبقت وفاة النبي، والأيام التي تلتها.
فيما لقي كتاب «الأيام الأخيرة لمحمد»، غداة نزوله إلى المكتبات، نجاحا منقطع النظير، أثار، أيضا، الكثير من الصخب والكثير من ردود الفعل السلبية، هنا وهنالك، وصلت في السنغال إلى حد منعه من البيع والرواج. لم تعمد هالة الوردي، أستاذة الآداب الفرنسية، إلى فرض حقيقة بعينها، بل مالت أكثر إلى طرح أسئلة، بالاعتماد على كل الروايات التي تناولت ظروف موت النبي، في ارتباط بالسياق العائلي والاجتماعي والسياسي. وتقترح الوردي إعادة تركيب أحداث الأيام الأخيرة التي سبقت وفاة النبي، والأيام التي تلتها. تذكر الوردي، استنادا إلى روايات وأحاديث، أن جثمان الرسول لم يوار الثرى بمجرد وفاته، كما تشير الباحثة، التي تبنت أسلوبا روائيا متميزا، إلى ما وصفته ب«التدبير السياسي للوفاة» الذي اعتمده أبو بكر الصديق، قصد ضمان استمرار الإسلام. يمكن أن تقفل كتاب «الأيام الأخيرة لمحمد»، لكن دون أن تصل إلى إجابات عن تلك الأسئلة المطروحة بين طياته، بل لن تستخلص إلا مزيدا من الاستفسارات.
حاورتها نينا كوزلوفسكي
تتمة الحوار تجدونها في العدد 33 من مجلتكم «زمان»