ما تزال أفغانستان عصية على الفهم. كانت مسرحا لتجريب الأسلحة الحديثة، واحتضنت لسنوات سلفيين جهاديين جاؤوها من كل حدب وصوب، كما كانت مشتلا لإرهابيي القاعدة، الذين بلغت فرقعاتهم بلدنا ”السعيد”.
أفغانستان مشتل مُنظّري الإرهاب، من أسامة بن لادن، وأيمن الظواهري، وعمر عبد الرحمن، ومحمد المقدسي، وأبو قتادة الفلسطيني، والست مريم، وأبو مصعب الزرقاوي، واللائحة طويلة. لم ينته الزمن الأفغاني، خاصة بعد عودة الطالبان ودخولهم كابول وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، مما يُشرّع الباب لتحولات كبيرة، ليس فقط في محيط المنطقة بل من خلال تداعيات “انتصار” الطالبان، وانسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان. ألن تكون عودة طالبان دفعة للاتجاهات المتطرفة وقد رأوا انتصار نظرائهم، كما كانت الثورة الإيرانية قوة دفع لها؟
تحمل أفغانستان جينوم ما يسميه البعض بالحرب العالمية الرابعة، على اعتبار الحرب الباردة حربا عالمية ثالثة .ولم تنته الحرب العالمية الرابعة، أو التطرف باسم إيديولوجية راديكالية، والتي خرجت من رحم أفغانستان. زلزال أفغانستان لم يهدأ، وهزاته تصيب الغرب والعالم الإسلامي على السواء. ومن واجبنا الفهم، لأن فرقعاته بلغت بلادنا، ودعوة الجهاد استنفرت ثلة من شبابنا، تشبعوا بالأفكار التي بزغت منه، أو ممن شاركوا في الحرب الأفغانية.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 96 من مجلتكم «زمان»