يسود الاعتقاد أن الشاي كان، تاريخيا، مشروبا شعبيا يتناوله العامة من الناس، والحال أن هذه المعلومة غير صحيحة على الإطلاق. فالمعلومات المتوفرة حول توفر الشاي بالمغرب، قبل النصف الثاني من القرن الثامن عشر، تفيد أنه كان سلعة نادرة وباهظة الثمن. إذ كان يجري تقديمه كهدايا من طرف البعثات الدبلوماسية الأجنبية إلى السلطان المغربي. وهو ما يعني أن الشاي كان مقتصرا على الأوساط المخزنية في بدء الأمر، قبل أن ينتقل بعد ذلك وبشكل تدريجي إلى صفوف الطبقات الميسورة والأرستقراطية المقربة من البلاط. ولم يبدأ انتشاره في الأوساط الحضرية إلا في أواسط القرن التاسع عشر. ولا يمكن الحديث عن انتشاره اجتماعيا في كافة الطبقات إلا في سنوات الأربعينات من القرن العشرين.
أي نتيجة
View All Result