كثيرا ما نردد في حياتنا اليومية كلمات وعبارات مثل “أنا مزاوگ فيك!”، أو “عاري عليك يا رسول الله!” ولا نعيرها اهتماما كبيرا لأنها جزء من كلامنا المتداول، بل ومن كلامنا المبتذل الذي نلهج به في كل حين، دون أن ندرك معناه وكنهه، مع أنه يعبر عن معتقدات راسخة وقيم قديمة قدم الإنسان المغربي.
عندما شرع الإثنوغرافيون وعلماء الاجتماع الأوربيون دراسة مجتمعات شمال إفريقيا عند بداية القرن الماضي كان من جملة ما لاحظوه هو لجوء الأفراد والجماعات إلى طلب الحماية في الأوقات الحرجة باسم الزواگ، أي عندما يتوجه الفرد مثلا إلى من له السلطة المادية أو المعنوية ويلتمس حمايته أو عفوه أو تلبية طلب ملح.
الزواگ رديف العصبية القبلية
قد يقدم طلب الاستجارة بشكل بسيط لا يتعدى التلفظ بعبارة “أنا مزاوگ فيك!”. وقد يكون ذلك كافيا في كثير من الحالات، لكن المستجير قد يكون مضطرا إلى استنهاض المستجار به بإضفاء طابع التهويل والاستعجال على العملية فيلجأ إلى إراقة الدم وقوة الإكراه التي تصاحبه، فيقوم بذبح رأس بقر أو غنم أو ماعز عند باب دار المستجار به فيصبح عندئذ من شبه المستحيل أن يُرد المُزاوگ على أعقابه مخافة “العار الاجتماعي” والمعرة التي قد تصيب رافض الاستجارة، أو مخافة عقاب سماوي قد يصيب هذا الأخير إما في نفسه، أوفي ذويه، أوفي ماله. لذلك جرت العادة أن لا يرد طالب الزواگ مهما كانت الظروف.
محمد المنصور
تتمة المقال تجدونها في العدد 50 من مجلتكم «زمان»