توحدت جهود الوطنيين في كل من تونس والمغرب لمواجهة المستعمر الفرنسي. ودفع تنسيقهما المشترك إلى نيل استقلال البلدين في السنة نفسها .هذه بعض أوجه النضال المشترك لرجال الحركة الوطنية المغاربية.
وجدت الدول المغاربية نفسها مضطرة للعمل المشترك من أجل التحرر من ربقة المستعمر الفرنسي خلال القرنين الماضيين. فرنسا التي دخلت الجزائر في سنة 1830 وفرضت حمايتها على تونس سنة 1881 ثم على المغرب سنة 1912، واجهت مقاومة شرسة ومشتركة من البلدان المغاربية. اهتم كل واحد من هذه البلدان، بالأساس في البدء، بأحواله دون التنسيق مع البلدان المجاورة، لكن بعض الأحداث فرضت عليها التنسيق والعمل المشترك، وتأسيس تنظيمات واتحادات لطرد المستعمر من شمال إفريقيا. سينصب حديثنا في هذا المقال على المغرب وتونس، وفق رؤية ملف العدد، إلا أنه لا محيد عن إغفال شريكهم الثالث: الجزائر.
لم تعرف الحركات الوطنية في كل من تونس والمغرب والجزائر، في بداية القرن العشرين، تنظيمات سياسية تجعلها تنتظم وتوحد عملها. السبب، كما يقول الباحثون، يكمن في عدم تشكل الوعي السياسي حينها لدى رجال الحركة الوطنية، لكن هذا لم يعن انعدام التواصل والالتقاء بين تلك النخب المغاربية، إما على المستوى الفكري أو الديني، والتنديد بالوجود الأجنبي على أراضيهم.
انتظر الوطنيون في كل هذه البلدان سنين عديدة حتى اختمرت لديهم الأفكار وتهيأت الظروف والسياقات، الداخلية والخارجية، والتي يحددها الباحثون بسنوات العشرينات. في هذا العقد، ستظهر أولى بوادر التنسيق المشترك بين تونس والمغرب عبر ظهور حركات وتنظيمات تدعو إلى التشهير بالظاهرة الاستعمارية.
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»