يصعب الحديث عن شخصيات كان لها موقف وصدى أثناء أحداث مفصلية في تاريخ المغرب المعاصر، دون استحضار شخصية مهمة وأساسية، الحديث هنا عن الشيخ محمد المكي الناصري.
ترعرع المكي الناصري في كنف عائلة مثقفة. كان أخوه الشيخ محمد اليمني الناصري شاعرا، فغذى الجانب الشعري بداخله، ودرس على يده بعض العلوم. هو أيضا سليل المؤرخ الناصري، صاحب مؤلف “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى“. عاش حياة حافلة بالتجوال طلبا للعلم، درس في مصر وفرنسا وسويسرا؛ تتلمذ في أوربا على يد الفيلسوف الفرنسي أندريه لالاند، وفي المشرق على يد الأديب طه حسين، الذي أعجب به ولقبه بـ“شيخ المغاربة“… هو رجل من رجالات الحركة الوطنية، له عدة مؤلفات، وتقلد العديد من المناصب. قد تبدو شخصية المكي الناصري جدية للغاية، أبعد من أن تكون لها اهتمامات فنية، لكن الناصري كان عاشقا لأم كلثوم وحضر حفلا لها بالمغرب. ويذكر أنه حكى لطلبته حين كان أستاذا بجامعة محمد الخامس، بأنه قضى وقتا طيبا مع “كوكب الشرق” وهي تغني “الأطلال“..
تكوين متشعب
رأى الشيخ المكي الناصري النور في الرباط عام 1906أي مع ظروف تاريخية استثنائية، حيث واكب دخول الاستعمار إلى المغرب. حفظ في صغره القرآن في المسيد، ثم التحق بحلقات الدرس بمساجد الرباط وزواياه، وتتلمذ على يد أكابر شيوخ المغرب آنذاك كأبي شعيب الدكالي والمكي البطاوري وآخرين.
تتمة المقال تجدونها في العدد 93 من مجلتكم «زمان»