أقدم نص بالدارجة المغربية هو ملحمة شعرية كتبها شاعر بالزجل في حركة السلطان أبي الحسن المريني إلى تونس أو افريقية بالاسم القديم في أواسط القرن الرابع عشر.
دأب السلاطين المغاربة أن يصحبوا معهم في «حَرْكاَتِهِم» (حملات عسكرية) مؤرخين وشعراء وكتابا ليخلدوا مآثرهم، وكان صاحب هذا النص، عبدلله الكفيف الزرهوني، من هؤلاء ممن نظم في هذا الغرض الفريد من أغراض الشعر ويسمى بالملعبة، أو هو الاسم الذي أطلقه ابن خلدون على هذا الجنس الأدبي والذي خصه بتعليق بالمقدمة إذ يقول: “وكان لهذه العصور القريبة من فحولهم بزرهون من نواحي مكناسة رجل يعرف بالكفيف أبدع في مذاهب هذا الفن، ومن أحسن ما علق بمحفوظي، قوله في رحلة السلطان أبي الحسن وبني مرين إلى إفريقية يصف هزيمتهم بالقيروان، ويعزيهم عنها، ويؤسيهم بما وقع لغيرهم في ملعبة من فنون هذه الطريقة، وهو من أبدع مذاهب البلاغة“.
حَرْكة السلطان إلى تونس
من المفيد أن نذكر بملابسات هذا النص، فلقد كان السلطان أبو الحسن المريني مرتبطا بحاكم إفريقية «تونس آنذاك» أبي بكر الحفصي بعلاقة مصاهرة، إذ كان زوجا لابنته، وبنو حفص كما هو معلوم فرع من المصامدة، وكان أبو بكر قد عهد لابنه العباس بعده، وأعلم بذلك أبا الحسن ووافقه عليه.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 3 من مجلتكم «زمان»