في الـ20 من دجنبر سنة 1904وجه المولى عبد العزيز رسالة إلى عدد من القبائل والمدن المغربية لحضور اجتماع هام. كان ذلك قبل شهر من وصول السفير الفرنسي سان روني طاياندي حاملا معه مشروعا لـ«إصلاحات»، حيث أعلن السلطان أنه يرغب في عرض المشاريع الفرنسية للتشاور. ما فحوى المشاريع التي كان يحملها السفير الفرنسي؟ وما فحوى رسالة السلطان إلى المدن والقبائل؟
حققت فرنسا سنة 1904 إنجازين مهمين، ساهما في إحداث اختراق جوهري في مسار تمهيدها لاحتلال المغرب. الأول دبلوماسي من خلال ما عرف بالاتفاق الودي مع بريطانيا، والذي أشر على ضوء أخضر لإطلاق يدها في المغرب والتخلص من المنافسة البريطانية، والثاني مالي عبر قرض فرنسي للمغرب قدره 62.5، منحه بنك باريس والأراضي المنخفضة بشروط مجحفة، عنوانها الأبرز ضرب سيادة البلاد المالية وربط مصيره المالي بهذه المؤسسة البنكية. هكذا رأت فرنسا أن الطريق صارت سالكة لفرض برنامج «إصلاحات» على المغرب، يهم الجوانب العسكرية والمالية والإدارية، والذي لم يكن في الواقع إلا النسخة الأولى من صيغة الحماية. إذ الحقيقة كما يقول شارل أندري جوليان هي أن الأوساط الاستعمارية الفرنسية سعت إلى إرغام سلطان المغرب على قبول حماية فرنسية رأت أن شروط فرضها نضجت. ذلك ما أدركه السلطان المولى عبد العزيز، الذي وجه يوم 28 شتنبر 1904 رسالة إلى رئيس الجمهورية الفرنسية، كثف مضامينها وصاغها مصوره الخاص غابرييل فير، يقول فيها «إن الدبلوماسية الفرنسية لتحيد عن الصواب، ولتخلق بين حكومتينا خلافات جسيمة ونزاعات فادحة، لو ظنت أن المغرب بلد خرب، أو ظنت أنه لم يعد سبيل إلا إلى ضمه في صورة حماية مقنعة شبيهة بالحماية التي لكم على تونس أو على مدغشقر».
الطيب بياض
تتمة المقال تجدونها في العدد 6 من مجلتكم «زمان»