وظف الفلاحون الأمثال الشعبية كمعيار لتدوين تاريخ المناخ في البوادي المغربية، وخصصوا كل فصل بأمثال درجوا على استعمالها لتحديد أيامه.
يطلق المثل في اللغة على الشبه، والعبرة، والآية، والمقدار، والنظير، والمماثلة، والحال، والصفة، والقصة إذا اتصفت بالعجب والغرابة. غير أن العامية التي تقترن بالأمثال، وتجعلنا نتحدث عن الأمثال الشعبية، لا ترمز إلى البعد القدحي لذلك الخطاب الأدبي، ولا إلى ما يرتبط بالتصنيف الاجتماعي للإبداع، وإنما تدل على آثار البنية الاجتماعية على اللغة، من حيث تداخل العربية الفصحى واللهجات المحلية في التواصل اللغوي في المعاش اليومي للمغاربة، وحضور كل ما له صلة بالفكر العام الذي يرضي نزعة الناس، ويشبع ميولهم وأذواقهم، بمقاصد تهذيبية وغايات تعليمية دون الإخلال بالنادرة المستملحة، وتجنب التكلف.
ومما يرسخ البعد الوظيفي للأمثال العامية، أن أنويتها الدلالية تعود إلى الأمثال الفصيحة، وهو ما يوطد الصلة بين النوعين. فالعديد من الأمثال الشعبية المغربية هي إعادة إنتاج لغوي واجتماعي للفصيح من الأمثال والحِكَم، إما من حيث الصياغة، أو التغيير اللفظي، أو التراكيب، أو المعاني. ولذلك، تحضر في التراث الشعبي، عبر تاريخ المغرب، القضايا والظواهر التي من شأن تتبعها الوقوف على إطارها التاريخي، من قبيل الجوائح والأوبئة التي فتكت بالمجتمع.
سعيد بنحمادة
تتمة المقال تجدونها في العدد 89 من مجلتكم «زمان»