تأثرت الأمثال الشعبية بما جاء في القرآن والحديث لتحديد التصورات وتوجيه السلوكيات، غير أن هذا الاحتكاك بين الثقافة الشعبية والموروث الديني لم يخل من تصادم في كثير من الأحيان.
مع ما يشكله الدين من وجود بارز بالثقافة المحلية المغربية، ومع ما له من دور في تشكيل الهوية والبنية الثقافية، وفي تحديد كثير من التصورات والسلوكيات والاختيارات، كان من الطبيعي أن تتأثر الأمثال الشعبية بهذا العمق الديني، وأن يكون لهذا التراث الشفهي استمداد واضح من الدين جملة، سواء من نصوصه الأصلية، من قرآن وروايات حديثية، أو حتى من المنتوج الفقهي والاجتهادي.
وإذا كان النص الديني حاضرا بقوة في توجيه الحياة العامة للمجتمع وتأطيرها بشكل مباشر، من خلال الأحكام الفقهية المتضمنة بكتب الفقه والحديث والتفسير وكل قنوات الخطاب الديني، فإن الأمثال الشعبية قد أسهمت، هي أيضا، في هذه العملية، وإن كان ذلك بشكل غير مباشر، من خلال اختراق الوعي وتوجيه السلوكيات، وتفعيل الجانب القيمي والأخلاقي عبر الممارسة، خصوصا وأن هذه الأمثال شكلت تاريخيا قناة تربوية مؤثرة، وحملت رسائل توجيهية وتعليمية.
محمد عبد الوهاب رفيقي
تتمة المقال تجدونها في العدد 89 من مجلتكم «زمان»