على امتداد التاريخ المغربي، خضع تفعيل العمل بالهيئات التمثيلية للمغاربة اليهود لحسابات سياسية. وسواء في مرحلة الحماية أو في مغرب ما بعد الاستقلال، وقفت دوافع براغماتية وراء مبادرات السلطة إلى الاهتمام بالشؤون التنظيمية للطائفة المغربية اليهودية، فما هي القصة الكاملة لمجلس الجماعات اليهودية الذي عاد إلى واجهة الأحداث مؤخرا؟
ظلت المؤسسات التمثيلية لليهود في المغرب جامدة، لأكثر من نصف قرن، ولم يجر تنظيم انتخابات لاختيار ممثلي الطائفة اليهودية في المغرب، إلى أن جاء القرار السيادي من القصر لينهي هذا الوضع، ويأمر وزارة الداخلية بتنظيم هذه الانتخابات على أن يتم مستقبلا تجديد هذه الهيئات بشكل دوري.
من غير الواضح إن كان هذا القرار الملكي يجيب عن مطالب أخيرة عبر عنها طيف من المغاربة اليهود بضرورة حصول التغيير داخل هذه المؤسسات والتوجه إلى المستقبل، أم أن الأمر موجه أكثر للتسويق الخارجي.
«يمكن اعتبار هذه الخطوة استشرافا للمستقبل، فسيرج بيرديغو، الذي يدير شؤون المجلس منذ مدة طويلة، بدأ يتقدم كثيرا في السن ولم تعد حالته الصحية تسمح له بالمواصلة بنفس الحماس. ومن المهم بالنسبة إلى أصحاب القرار أن يجهزوا البديل، وفي هذه الخطوة أيضا تأكيد على استمرار اهتمام القصر ووفائه للتقليد المخزني القائم على رعاية أمير المؤمنين للشأن اليهودي في المغرب»، يشرح محمد حاتمي، أستاذ التاريخ المتخصص في الشأن اليهودي.
على امتداد عقود طويلة، ظل سيرج بيرديغو العنوان الوحيد والأوحد لمجلس الطائفة اليهودية في المغرب. رجل ثقة القصر وسفيره في الخارج إلى يهود العالم، استطاع بفضل شبكة علاقاته الخارجية الواسعة أن يفرض نفسه لأزيد من ثلاثين سنة على رأس المجلس، دون أن تكون له معارضة حقيقية أو قوية.
عماد استيتو
تتمة الملف تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019