أغمض امحمد بوستة، يوم الجمعة 17فبراير ،2017عينيه إلى الأبد عن عمر ناهز 92سنة، قضى أغلبه في أروقة السياسة. “زمان” تعود لاقتفاء آثار ذلك الرجل الاستثنائي.
حل امحمد بوستة ليترك فراغا هائلا حوله …رحل الرجل الذي كان يملك فن الإحاطة بالمشاكل السياسية المعقدة، بفضل موهبته في الحكي. كان يحب أن يردد هذه الطرفة التي حكاها لمحمد بنسعيد، عند بدايات تأسيس الكتلة الديمقراطية. دخل مراكشي، يقول بوستة، إلى حمام شعبي، وكان ابنه يحذره من رجال البوليس السريين. خاطبه أحد المستحمين في القاعة الساخنة داخل الحمام “تافضنة“. فرد المسكين، وقد خشي أن يكون في الأمر مقلبا: «تسخون ولا تبرد، يحيى الملك…»، كأن في هذه النكتة طريقة للتعبير عن تلك القناعة الراسخة لدى بوستة، التي تلخصها عبارة: عاش الملك. كان هذا السياسي العظيم يملك هيبة الحكماء، استطاع تحويل مصادر شخصيته المتعددة إلى مصدر غنى. فهو مراكشي من أصل فاسي، وطني من عائلة مخزنية، عروبي وفرانكفوني في نفس الوقت، متأثر بالثقافة الأندلسية، مع الوعي العميق بتجذر للثقافة المغربية في المخيال المغربي. ربطته علاقات حميمية بالملك الراحل الحسن الثاني، دون أن يغفر له الأخير تحالفه مع الكتلة، وخصوصا جرأته على الاعتذار عن ترؤس الحكومة سنة …1993 لربما تمت مؤاخذته على استعماله لفظة “ملك“ بدل عبارة “سيدنا“، متحدثا في إحدى حلقات برنامج الراحلة مليكة مالك. إذ كان ينظر إليه على أنه “ابن دار المخزن“، ويتوجب عليه بالتالي مراعاة العادات والتقاليد.
حسن أوريد
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»