نالت رحلة العالم-الرحالة أبي سالم العياشي الفيلالي شهرة كبيرة، حيث شكلت رحلته ”ماء الموائد” نموذجا يحتذى في نمطها لجميع الرحلات التي جاءت من بعده.
عُدّ أدب الرحلة من المجالات التي تفوق فيه المغاربة، ووضعوا فيه مؤلفات وتصانيف بديعة وصفا وأسلوبا، تناولت مواضيع مختلفة تهم الاقتصادي من أسواق وسلع ومعاملات، والاجتماعي لاسيما العادات والتقاليد، وكذا إفادات إخبارية، والتعريف بأماكن (مساجد، زوايا، مكتبات…( لم يبق من بعضها سوى الاسم، وعَرَّفَ بعض الرحالة الذين دونوا رحلاتهم برجالات الفكر، وأشادوا بزيارات العلماء والأولياء من مشايخ الصوفية، الأحياء منهم والأموات، وكشفوا عن كراماتهم وأعمالهم، وحثوا على زيارة المزارات والتبرك بها، حيث كانت تحظى بتقدير بعضهم وصل حد التقديس. ورغم كثرة الرحلات المدونة، فالقليل منها من نال حظه من الانتشار بعدما وجد طريقه إلى الطبع، وأكثرها ما يزال مخطوطا يحتاج جهودا لإخراجه إلى النور لما فيه من إفادات مهمة عن العديد من القضايا ذات الصلة بالمناطق التي مر منها الرحالة. وحتى المطبوع منها، اختلفت درجة شهرته.
حج وعمرة
لما كان المغاربة، منذ أن اعتنقوا الإسلام، يولون وجوههم شرقا لأداء مناسك الحج، كان بديهيا أن تحظى الرحلات الحجازية بعناية خاصة من لدنهم. ومن هذه الرحلات الحجازية، الرحلة الموسومة بــ«التـوجـه لـحـج بـيـت اللــه الـحـرام وزيارة قبـره عليه الصلاة والسـلام» لصاحبها أحمد بن عبد العزيز بن الرشيد السجلماسي، الشهير بالهلالي، سليل أسرة توارثت العلم والصلاح في سجلماسة ومجالاتها، فجده الأعلى باز النوازل إبراهيم بن هلال السجلماسي (817-903هـ/ 1497-1414م) كان من أكثر أعلام القرن التاسع الهجري علما وورعا.
سعيد واحيحي
تتمة المقال تجدونها في العدد 41 من مجلتكم «زمان»