في السنوات الأخيرة من حكم المرابطين، وبسبب انشغالهم بثوراتهم الداخلية بعدوة المغرب، تحول المجتمع الأندلسي كما تذكر المصادر إلى مجتمع لاهٍ «لا هم له إلا كأس يشربها أو قيْنَة [مغنية] يسمعها». وقد استشرت بإزاء ذلك، ظاهرة الغلمان داخل العامة وبشكل أكثر بين الخاصة. وورد هذا الأمر لدى شعراء ذلك الزمن وكتابه، بل وحتى قضاته، من أبرزهم القاضي أبي بكر بن العربي. يذكر المقري، في “نفح الطيب“، أن أبا بكر ركب مع أحد أمراء المرابطين، وكان أميرا شابا، «فهز عليه رميحا كان في يده مداعبا له»، فقال فيه شعرا يتغزل به. وقد ذاعت شهرة الأندلسيين بهذا الأمر وتعدى صيتهم الجزيرة إلى المشرق، لدرجة عرف عنهم «حبهم للشباب وشرب الخمر».
أي نتيجة
View All Result