عاش باهي العربي النص، ابن مدينة العيون، تجربة طبعت مسار حياته حينما قرر أيام المراهقة الالتحاق بجبهة البوليساريو .الأسباب كانت كثيرة، منها أن إخوته سبقوه إلى هناك، فضلا عن التأثير القوي للدعاية التي روج لها المعسكر الشرقي .في هذا الحوار، يرجع بنا باهي إلى الشرارات الأولى لهذا الصراع. كما يتحدث أيضا عن تكوينه العسكري بطرابلس، أين تخرج كضابط عسكري قبل أن يرجع إلى الجبهة ويكلف بالإشراف على التداريب العسكرية. إلا أن الأمل الذي قاده إلى هناك، اصطدم بزيفه في الواقع ليقرر العودة إلى المملكة سنة 1991 بعد أن أطلق الحسن الثاني نداء ”الوطن غفور رحيم.”
لنتحدث عن بداياتك.. كيف كانت نشأتك؟
رأيت النور أنا وإخوتي بمدينة العيون، ازددت سنة 1965، وقد كان أبي رحمها لله من أوائل القادمين إلى المدينة، لينخرط في الحركة الوطنية، وعلى إثر ذلك قضى 4 سنوات في السجون بجزر الكناري. وأنا صغير، أتذكر المدينة (العيون) إسبانية، في حي يقطنه معظم المعمرين الإسبان، كنا في العائلة نتحدث العربية والإسبانية، إلى أن أتت السنة التي كانت فاصلة في حياة كل العائلات الصحراوية، سنة ..1975
كيف بدأ الفكر الانفصالي يتسلل إليكم، ومن هي الأطراف التي كانت مستفيدة من افتعال هذا الصراع؟ ولماذا؟
بدأ يتغلغل الفكر الانفصالي بدعم من العقيد القذافي، لم تكن الجزائر حينها في الصورة، لكنها ستدخل على الخط بعد ذلك، وكان ذلك بالضبط في نهاية 1974 وبداية ،1975 حيث قررت الاستفادة من تلك الحركة التي أنشأها العقيد القذافي ومصطفى الولي .فبدأت الجبهة تدخل في مراحل من التناقضات الداخلية بفعل وجود عرابين (ليبيا والجزائر)، لم يكن لهما بالضرورة نفس المصالح والأهداف، لينعكس ذلك على الحركة نفسها .وهكذا، بدأت التيارات تنقسم، هناك من كان أقرب إلى ليبيا مثل الولي، فيما اختار آخرون اتباع الجزائر. هاته الأخيرة التي كانت تمنحهم الأرض، بالتالي تتحكم في اللعبة، لكن أيضا الدعم الليبي كان سخيا إلى حد كبير. ومن جهة أخرى، فإن إسبانيا التي أصبحت هشة بسبب الأزمة الصحية التي كان يمر منها الجنرال فرانكو، جعلها أيضا تتحرك في هذا الاتجاه..
تتمة المقال تجدونها في العدد 112 من مجلتكم «زمان»