هو رجل يحظى بتقدير كبير، هو أيضا سيد ميدانه، وبعيدا عن ميدانه، ينتزع الاعتراف كذلك، وإلا فما الذي يجعل محمد بنيس يقول عنه :«بيتشو يستطيع أن يمحو وبقوة كل اللاعبين الممتازين المتواجدين معه في المباراة، إذ يأخذ إليه اهتمام الجمهور بسرعة فائقة ويظل هو سيد المباراة».
لنتفق أولا أن الكل يجمع أننا أمام أسطورية كروية، تجيد المراوغة والتصرف في الأوقات الحرجة، هو الهداف الذي يخلق الفرص من لا شيء ..ولنتفق ثانيا أننا أمام شخصية معقدة، يتطلب فهمها الغوص في ندوب الطفولة، التي ظلت تطارده حتى الكبر.. من كان يجرؤ على مناوشة بيتشو ولو بكلمة؟ داخل الملعب أو خارجه؟ ببساطة، بيتشو ذو القامة الطويلة، والبنية الجسدية القوية، وبالخصوص بيتشو ابن درب السلطان، لم يكن مسموحا المزاح معه، هو ببساطة “العود“، كما قال محمد فاخر، الذي كان يحلم فقط أن يتدرب معه قبل أن يصبح زميلا له في الرجاء وأحد الأصدقاء المقربين منه. سألناه، لكن.. لماذا هذا التشبيه المفعم بالفحولة؟ أجابنا: «لأن الحصان قوي وعنيف». وهكذا، كان بيتشو وسط الملعب. “زمان“، ستحاول رسم ملامح شخصية استثنائية، انطلاقا من روايات المقربين منه.
الابن البار لدرب الكرلوطي
مصطفى شكري أو بيتشو (كنية على زوج أمه الملقب ببيتشو، الذي كان يلعب في فريق الراك)، ازداد عام ،1947 بدرب الكرلوطي بالدار البيضاء. لم يكن من الممكن الحديث عنه، دون الرجوع إلى اثنين ممن شكلوا معه ثلاثيا أسطوريا في الرجاء، عمر العمري (بوتي عمر) ومحمد عبد العليم (بينيني). لكن، وقبل الالتحاق بفريق الرجاء، كان بينيني ابن خالته الذي عاش معه الطفولة خطوة بخطوة.
فقد بيتشو والدته وهو طفل في شهره الثالث، ليترعرع في كنف جدته من أمه عائشة، وأخواله وخالاته الذين كانوا يقطنون في الدرب نفسه، والذين حرصوا على تدليله كي لا يشعر بغياب الأم، لكن غياب الأم لا يضاهيه شيء..
تتمة المقال تجدونها في العدد 101 من مجلتكم «زمان»