ما مدى أهمية الألوان وحضورها في حياتنا اليومية؟ ولماذا نفضل لونا محددا دون آخر؟ بالرجوع إلى تاريخ الألوان وبتقليب صفحاته، نجد أن اللون حمل رموزا وعلامات لا غنى عنها في حياة الشعوب والحضارات .في هذا المقال، نعرض تاريخ الألوان ورمزيتها في المغرب وما بين الشرق والغرب.
يندرج تاريخ الألوان ضمن المظاهر المعبرة عن التاريخ الأنثروبولوجي للمجتمعات والحضارات، فهي تحمل دلالات ورموزا ثقافية تعكس تصورات الشعوب ومعتقداتها وطقوسها .ويطبع تداول الألوان اختلاف في أسمائها وتطورها وفي حمولتها ودلالاتها الوظيفية من مجتمع لآخر. إن رمزية الألوان، كما يقول الأكاديمي عبد الوهاب بوحديبة، ليست عالمية، فلكل ثقافة تصورها الخاص للألوان؛ فالعيون الزرقاء ليست مغرية لدى كل الشعوب، ولبس الأسود ليس علامة على فترة الحداد عند الكل، كما أن الأحمر ليس دائما لون الحرب والثورة .لهذا من الصعب دراسة وتتبع تاريخ الألوان؛ «إذ من المستحيل إسقاط تعريفاتنا ومفاهيمنا وتصنيفاتنا الحالية للألوان كما هي على الآثار والأعمال والأشياء التي أنتجتها القرون الماضية»، وفق المؤرخ المتخصص ميشيل باستورو .لطالما أثار اللون الأبيض نقاشا حول تصنيفه ضمن لائحة الألوان أو اعتباره “لا لون“، لكنه في العصور القديمة كان ضمن الألوان الرئيسة: الأبيض والأسود والأحمر. وهو لون ارتبط مبكرا بالصفاء والنقاء والبراءة في مصر واليونان. وفي روما القديمة، كان الكهنة يرتدون لباسا أبيضا. يذكر مؤرخ الألوان باستورو أن هذا اللون كان يمثل التقاليد المقدسة، المرتبطة بالله والملائكة، وهو اللون الثاني لمريم العذراء .كما أن «الفلاحين ذوي البشرة السمراء، الذين اشتغلوا في حقول الأرستقراطيين، كانوا يرتدون ثيابا بيضاء، لأجل أن يتمتع أولئك النبلاء بمشاهدة لون يشبه بشرتهم».
غسان الكشوري
تتمة المقال تجدونها في العدد 140 من مجلتكم «زمان»