تخلد أسرة المقاومة وجيش التحرير، الذكرى ال 107 لمعركة الهري، التي واجه فيها المغاربة حملات التوسع الفرنسية التي كانت ترغب في بسط سيطرتها على منطقة الأطلس المتوسط. وقد جسدت المعركة التي جرت في 13 نونبر سنة 1914، نقطة مهمة في مسار المقاومة، التي قادها المقاوم موحى أوحمو الزياني رفقة أهل زيان والقبائل الأمازيغية المتحالفة.
بعد مواجهات عنيفة، تمكنت القوات الاستعمارية من احتلال مدينة خنيفرة، إلا أن الانتصار الذي حققته لم يمكنها من إخضاع الزياني، الذي عمد إلى تغيير استراتيجية مقاومته، وإخلاء المدينة المحتلة تفاديا للاستسلام والرضوخ للإرادة الاستعمارية، وسعيا للاعتصام بالجبال المحيطة بخنيفرة، وبالضبط بقرية الهري قرب نهر اشبوكة.
تم الإعداد لهذا الهجوم بكل الوسائل الحربية المتطورة، وبحشد عدد كبير من الجنود، حيث قامت فرنسا بتنفيذ خطتها يوم 12 نونبر 1914 من خلال أربع فرق تضم 1300 جنديا، ومدفعية، إذ تم التوجه إلى معسكر الهري للقيام بهجوم مباغث على الدواوير وأماكن إقامة المجاهدين.
غير أن رد فعل المقاومة كان عنيفا، حيث زاد عدد المقاومين بعد انضمام سائر القبائل الزيانية والمجـاورة لها وهـي قبائــل اشقيـرن، آيت اسحـاق، تسكـارت، أيت احند، ايت يحيى، آيت نوح،آيت بومـزوغ، آيت خويا، آيت شارط وآيت بويشي، وتم استخدام كل أساليب القتال من بنادق وخناجر وفؤوس، وقد تحمست كل هاته القبائل لمواجهة المحتل، ومما زاد من دهشة القيادة الاستعمارية، الحضور المكثف والسريع للقبائل رغم المسافات التي تفصل بينها.
خلفت هاته المعركة أكبر المقابر العارية لقوات الاحتلال على أرض الهري، حيث قدرت خسائر القوات الاستعمارية ب 33 قتيلا من الضباط، و580 قتيلا من الجنود، و176 جريحا، وغنم المقاومون 3 مدافع كبيرة، و10 مدافع رشاشة، وعددا كبيرا من البنادق. وفي اعتراف بالهزيمة، كتب الجنرال غيوم، وهو ضابط فرنسي شارك في الحملة على الأطلس المتوسط، في مؤلفه “البربر المغاربة وتهدئة الأطلس المتوسط 1912 – 1933″، أن القوات الفرنسية “لم تمن قط في شمال إفريقيا بمثل هذه الهزيمة المفجعة“.
وبهاته المناسبة أبرزت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، في بلاغ لها، أن أسرة المقاومة وجيش التحرير تستحضر بفخر هاته الملحمة التاريخية الغنية بالدروس والعبر. وتنظم المندوبية، اليوم الاثنين مهرجانا خطابيا بجماعة الهري بإقليم خنيفرة، بتعاون مع الفعاليات الإقليمية والمحلية، سيتم خلاله تكريم بعض المنتمين لأسرة المقاومة وجيش التحرير.
أي نتيجة
View All Result