بدت ملامح إصلاح أحوال المرأة في فترة الحماية تتزايد، لعل أبرزها الدعوة إلى تعليم الفتيات، فمن هي الشخصيات التي نادت بذلك؟
كان لمجموعة من الأصوات أثر في مسألة تعليم البنات وتثقيفهن، من بينهم علال الفاسي ومحمد بن الحسن الحجوي. كما كان للملك محمد الخامس نفسه موقف شجاع وحاسم في هذا الموضوع، إذ أنشأ لبناته الأميرات مدرسة يتعلمن فيها مع مجموعة من بنات الشعب. وحرصا منه على نجاح التجربة، كلف لجنة من العلماء والمربين لوضع المناهج الدراسية، وقد كان المهدي بن بركة أحد أعضاء هاته اللجنة، ورفع حينئذ تقريرا لمحمد الخامس في مارس ،1943 حول تعليم البنات، جاء فيه: «أصبح من الضروري تعليم الفتاة المغربية لإصلاح حالها، وتقويم اعوجاجها، حتى تكون عاملا قويا في رقي مجتمعنا وسعادته، فنحن وإن كنا لا نتطلب منها الآن ثقافة عالية، فإننا نود أن تصبح في القريب العاجل لأسرتها خير مثال يحتذى، ولزوجها أحسن مساعد يستشار، ولأولادها أكبر مرب خبير».
كان علال الفاسي من الأوائل الذين خصوا المرأة باهتمامه، إذ كانت له مواقف جريئة في الدفاع عنها، معتبرا أنها يجب أن تتمتع بذات الحقوق التي يتمتع بها الرجل، شريطة أن تقوم بما يقوم به الرجل من واجبات .فالمساواة مع الرجل هي التي ستمكنها من المشاركة في الصالح العام بالخدمة والفكر والإرشاد، كما «يمكنها أن تشغل مركز العمل الاجتماعي والاقتصادي والسياسي في الجماعة وفي الدولة».
ولكن قبل ذلك، يجب أن يتحرر الرجال أنفسهم مما وصفه بـ«روح الجمود العتيق»، داعيا إلى تغيير الوضعية الحالية و«إعطاء المرأة حقها في كل الميادين الدينية والدنيوية والاجتماعية والاقتصادية». ولكي تكون كذلك، يجب أن تكون امرأة متعلمة، إذ ربط مستقبل الثقافة في البلاد بـ«جعل التعليم الابتدائي والثانوي موحد البرنامج مجانيا وإجباريا لكل البنين والبنات».
تتمة المقال تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»