تحل في التاسع من أكتوبر، الذكرى 44 لرحيل المغني البلجيكي جاك بريل (1929-1978). ربما لا يعرف كثيرون علاقته بالمغرب، لكن صوته الذي صدح هنا، والصداقات التي نسجها مع شخصيات مغربية، ومغامراته في ماخور “سفانكس” بالمحمدية، جعلت بريل “مغربي الهوى”…
قد يشبهه البعض بسيرج غانسبورغ “Serge Gainsbourg”، إذ يشترك الرجلان في حبهما للنساء، والتدخين المفرط، لدرجة أنه لا يمكن التقاط صورة لبريل أو لغانسبورغ إلا وهما يمسكان السجائر! وبينما عاش غانسبورغ حياة ساخنة، كانت لبريل أيضا مغامراته اللذيذة، ولعل أبرزها علاقته الخاصة بالمغرب. في هذا الصدد، يقول الإذاعي البلجيكي هيرفي ميلون، إن بريل أحب المغرب كثيرا، وقد تعقب أثره خلال سنوات عيشه في الممكلة بعد تقاعده، حيث لمس افتتان الجمهور به، فـ«المغاربة يحترمون بريل الشاعر بقدر احترامهم لبريل الرجل». ومن الطرائف التي يحكيها ميلون في مؤلفه، هو لقاؤه ذات يوم برجل من مدينة مكناس يدعى مصطفى، «كان الرجل بسيطا ولا يجيد الفرنسية بحكم عمله كحارس لإحدى العمارات، لكنه عاشق كبير لبريل»، يضيف ميلون: «لديه شريط واحد لجاك بريل، به عشرة أغاني بالفرنسية، يحفظهم عن ظهر قلب!» تعجب ميلون للأمر، لكنه أدرك مدى تأثير بريل على المغاربة.
بلجيكيا بثقافة المغرب والمغاربة؟ ربما الاختلاف الثقافي يبرر هذا السؤال، لكن حب المتعة والفن آلف بينهما، وهذا ما جعل العلاقة مميزة. كما أن بريل التواق للشمس والباحث عنها بشكل مستمر، وجد ضالته في المغرب، ويحكى أنه قال في إحدى المرات، لعامل مغربي داخل فندق ميتروبول في بروكسل: «لا بد أنك لست من هنا، فهنالك شمس بين عينيك».
تتمة المقال تجدونها في العدد 108 من مجلتكم «زمان»