يمكن اعتبارها مجرد صفحة صغيرة تطفو على الماء، لكن موقعها الاستراتيجي جعلها، دائما محط أطماع .هي جزيرة تورة، التي تعيش وضعا استثنائيا في المتوسط.
تظهر صخرة تورة، التي لا تتجاوز مساحتها 13,5 هكتارا، ناتئة على سطح الماء، لا يفصلها عن الشاطئ المغربي سوى 200 متر تقريبا، تبعد عن مدينة طنجة بحوالي 40 كلم، وعن مدينة سبتة المحتلة بـ8 كيلومترات، وهي منتصبة في انعزال يكاد يكون تاما، بينها وبين أقرب نقطة من الضفة الشمالية للحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط 14 كلم تقريبا، يشرف عليها جبل موسى الذي يحضنها ويحميها كجزء منه غمرته المياه.
جر هذا الموقع الاستراتيجي على جزيرة تورة، رغم صغرها، الكثير من الأطماع الأجنبية، فهي تراقب في صمت وهدوء كل ما يجري في مضيق جبل طارق، وهذا ما جعلها مثار اهتمام البريطانيين القابعين هناك والإسبان المحتلين لسبتة ومليلة.
اعتاد الصيادون والرعاة، الذين يقيمون بالمنطقة المجاورة لجزيرة تورة، على ارتيادها لممارسة بعض أنشطتهم في هدوء لا يكسره من حين لآخر غير تلاطم الأمواج على الشاطئ، أو تحركات قواربهم الصغيرة، أو ثغاء أغنامهم ونفيط ماعزهم، أو بعض أصواتهم ابتهاجا بصيد وفير.
تخللت تلك الصخرة، التي تطفو على الماء بعض الكهوف التي تشكل متاهات صغيرة، استغلها في مناسبات متكررة تجار المخدرات ومهربوها، كما اتخذت ملجأ للمهاجرين السريين، سواء من المغاربة أو من إفريقيا جنوب الصحراء الذين اختاروا العبور عبر مضيق جبل طارق في اتجاه الضفة الشمالية.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 90 من مجلتكم «زمان»