أفتى محمد بن الحسن الحجوي بجواز قراءة القرآن أمام المذياع ردا على فقيه مصري حرم ذلك بدعوى أن المذياع قد يطلق في محلات اللهو والمقاهي وفي أماكن لا تناسب كلام الله.
طرحت التقنيات الحديثة، في مغرب القرن التاسع عشر، نقاشا ساخنا سواء بين الفقهاء، الذين يمثلون مبدئيا الأمة ويتكلمون باسمها، أو بين المخزن وممثلي الدول الأجنبية الذين ألحوا كثيرا على سلاطين المغرب بضرورة إدخال تلك التقنيات الحديثة لما يرون في ذلك من نفع قد يعود على الإمبراطورية الشريفة. لكن المخزن ظل متيقظا لخطورة تلك المطالب والضغوط الأجنبية، ومترددا في نفس الوقت من إدخالها إلى البلاد. إلا أن دخول المغرب عهد الحماية، غير الكثير من الأشياء، فتم إدخال البلاد قسرا في غمرة تلك التقنيات الحديثة. ورغم ذلك، ظل سؤال تلك التقنيات في علاقتها بالدين حاضر في المجتمع المغربي. ويمثل مخطوط «السر المذاع في جواز قراءة القرآن أمام المذياع» أنموذجا لذلك الجدل الذي دار حول تلك التقنيات.
رشيد الصغير
تجدون تتمة المقال في العدد 18 من مجلنكم «زمان»