عرف الشيخ حسن الكتاني كواحد من رموز السلفية بالمغرب، وارتبط اسمه بالأحداث التي وقعت يوم 16 ماي سنة 2003حيث حكم عليه بـ20 سنة، قضى منها 9 سنوات وأفرج عنه بعد أحداث الربيع العربي. في هذا الحوار يكشف الكتاني لـ«زمان» أوضاع التيارات الجهادية بالمغرب قبل وقوع التفجيرات، وكذلك علاقته بالمتورطين فيها .بالإضافة إلى آرائه ومعتقداته داخل السجن وبعده، كـ«الجهاد» في سوريا والمشاركة السياسية، وغيرها من المواقف الحرجة.
في البداية حدثنا عن مستهل الألفية الثالثة، كيف كان تدينك وأوضاعك؟
بعد دراستي الاقتصاد باللغة الإنجليزية في المغرب، ذهبت إلى الأردن لدراسة الفقه، فتحصلت على الماجستير في موضوع حول العالم والمحدث الصديق الغماري المغربي الشهير في سنة .1999 ومع بداية الألفية الثالثة، عدت للمغرب وكنت أبحث عن عمل ومترددا للعمل في شركة ما .لكن تيسر لي عمل في مجال الشريعة، كإمام في مسجد “مكة“ بمدينة سلا، والتدريس أيضا في مسجد “الضياء“ بالرباط. وكان عمري حينها حوالي 28 سنة. وقد كنت نشيطا في المغرب بعد رجوعي، أقوم بدروس في التجويد والعقيدة داخل بيتي للناس.
بحكم معرفتك بالتيارات الإسلامية في المشرق والمغرب، كيف تصف الحالة الدينية والتيارات الإسلامية التي سادت بالمغرب في سنة 2001؟
عندما كنا في الحجاز، كان التيار الإسلامي يجمع ما بين تيارين، ما بين سلفي وإخواني، وهو ما سمي بتيار الصحوة، كسلمان العودة وسفر الحوالي وغيرهم ممن تأثر بسيد قطب وشقيقه محمد قطب. وهو تيار معتدل في نظري. لكن لما قدمت إلى المغرب وجدت تيارا إخوانيا لم أنسجم معه، وتيارا آخر سلفيا لم أنسجم معه أيضا .فالإخواني كان متساهلا في الدين، والسلفيون كأنهم متشددون، لذا قررت أن أسلك اتجاها خاصا بي يجمع بين الطرفين، ويحافظ على علاقاتي مع الجميع.
لكن ألم تكن السلفية حينها في المغرب منقسمة ما بين جهادية وعلمية؟
لا، لم تكن هذه التسميات والتفريعات حاضرة آنذاك .وكانت السلفية في غالبها متأثرة بالشيخ الألباني (المحدّث السعودي)، ويمكن تسميتها بالسلفية العلمية، إذ لم تكن بالتدقيق الذي سارت عليه في ما بعد .أما التيارات الإخوانية، فهي “التوحيد والإصلاح“ و“العدالة والتنمية“ وكذلك “العدل والإحسان“… الشأن الديني كان خليطا.
تتمة الملف تجدونها في العدد 64 من مجلتكم «زمان»