ما هي القصة الكاملة لخلق جهاز المخابرات الخارجية “لادجيد”؟ لماذا لم يخرج للوجود حتى سنة 1973؟ ما الذي كان يجري به العمل فيما قبل؟ ما هي التحولات التي ستطرأ فيما بعد؟ وكيف استعمل المغرب هذا الجهاز السري في حروبه الخارجية وحتى الداخلية؟
قبل المرور إلى قصة نشأة المخابرات الخارجية المغربية أو “لادجيد”، لابد من الوقوف أولا عند بعض المحطات من التاريخ الحديث للمملكة، سنوات بعد الاستقلال. لقد عرف المغرب كل شيء تقريبا خلال ستينات القرن الماضي. لنغمض أعيننا ونتمثل، ولو قليلا هذا الأمر.
انطلقت الحقبة مع سلسلة تكاد لا تنتهي من المؤامرات، الحقيقية أو المفتعلة وحتى “الخيالية”. وتلتها، كالظل، محاكمات واختطافات واغتيالات، طالت العديد من السياسيين، خصوصا القادة اليساريين، لأن التراب المغربي، على امتداده، أصبح يشبه المصيدة.
ازدادت الوتيرة مع الموت المفاجئ لمحمد الخامس سنة 1961. فأصبحت حلبة الصراع السياسي تشتد وتزداد غليانا. أضحت المواجهة مباشرة وشبه رسمية. القصر ومن معه من جهة، واليساريون “الجدد” من جهة ثانية. وهنا بالذات، ظهرت المقولة الشهيرة التي تنسب للراحل الحسن الثاني ومفادها «إما أن تكون معي أو ضدي». لا مجال لحل أو موضع وسط. يا أبيض يا أسود. يا موالٍ يا معارض.
والسؤال، هنا، يفرض نفسه: كيف كان الوضع الأمني، بمعناه المخابراتي، خلال هذه الفترة؟ باختصار، كان المغرب منكبا، أساسا، على وضعه الداخلي. باستثناء ما يعرف بحرب الرمال التي وقعت سنة 1963، والعلاقات المتوترة مع الجارة الشرقية (الجزائر)، لم تكن المراقبات والمتابعات الخارجية بنفس الحدة التي كانت عليها الداخلية. حتى العلاقات مع الدول المستعمرة السابقة (فرنسا وإسبانيا) كان يغلب عليها الطابع الدبلوماسي والسياسي أكثر من المخابراتي، لأن الحبل السُّري الذي يربط الرضيع بأمه لم يقطع بعد، وقتها.
كريم البخاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 79 من مجلتكم «زمان»