كثيرون شككوا في قدرة البرازيلي جوزي فاريا على النجاح في قيادة أسود الأطلس إلى النجاحات. غير أن الرجل كانت له “بركة” ما خيبت ظن المتشائمين بقدومه.
لم تكن جماهير كرة القدم، التي تحفظ نجوم المنتخب البرازيلي عن ظهر قلب، تعرف لاعبا باسم جوزي فاريا، كما لم يسمع به كمدرب بصم على سيرته، وحين وصل إلى المملكة بدا، في نظر الكثيرين، كرحالة مجهول. عرفت الكرة المغربية، منذ أواخر السبعينات، انتكاسات متتالية، بدءا بالهزيمة النكراء ضد الجزائر يوم 9 دجنبر 1979 في الدار البيضاء، وانتهاء بإقصاء أسود الأطلس، في أواخر عام ،1981 أمام المنتخب الكاميروني في المباراة المؤهلة إلى مونديال إسبانيا .1982 منذئذ، أصبحت كرة القدم “قضية دولة“، وأصبحت حاضرة في فكر الملك الراحل الحسن الثاني، الذي كان اختياره لـ«الناخب الوطني حقيقة تاريخية لا تناقش»، كما يورد منصف اليازغي في كتابه “مخزنة الرياضة“. وتجمع معطيات، تحصلت عليها “زمان“، على أن الملك الحسن الثاني أعجِب كثيرا بطريقة لعب المنتخب البرازيلي في مونديال إسبانيا، وقرر حينها أن يكون المدرب المقبل للمنتخب المغربي برازيلي الجنسية والهوى.
ويفيد مصدر مطلع أنه بعد أيام قليلة عن نهاية المونديال، استقبل الحسن الثاني، بالقصر الملكي، قناصلة ومستشارين لتمثيل المملكة في أهم سفاراتها عبر العالم. وكان أحدهم قد اختير للالتحاق بسفارة المغرب لدى البرازيل والأرجنتين انطلاقا من ريو دي جانيرو، «بمجرد ما قُدِّم للحسن الثاني، حتى فوجئ الحاضرون بالملك يسأله: «هل تهتم بكرة القدم؟»، وحين رد الأخير بالإيجاب، بادره الحسن الثاني بسؤال آخر حول المنتخب الذي كان يستحق الفوز بكأس العالم، فأشار إلى البرازيل… فقال الحسن الثاني أمام الحضور إنه يتفق معه، ثم سمعنا الملك يكلفه بأن يأتي بمدرب برازيلي جيد جدا إلى المغرب»، يقول المصدر.
عمر جاري
تتمة المقال تجدونها في العدد 109 من مجلتكم «زمان»