أسهم اكتشاف الفوسفاط في ظهور مدينة خريبگة، التي اختلفت الروايات حول أصول اسمها. عاشت المدينة مجدا غابرا ما زال أهلها يتداولونه نقلا عن الأجداد.
تقع مدينة خريبگة على هضبة الفوسفاط أو ما يعرف بهضبة ورديغة، تبعد عن الدار البيضاء بحوالي 107 كلم وعن مراكش بحوالي 200 كلم، وترتفع عن سطح البحر بـ820 متر. اختلفت الروايات في معنى اسم «خريبگة»، فالبعض يرى أن اللفظة مشتقة من الخراب والهدم، لأن الموقع به الكثير من الحفر والتجويفات التي أحدثتها عوامل التعرية على التشكلات الكلسية التي تؤثث مورفولوجيا الموقع، مما جعل الرعاة الرحل الذين يمرون بالمكان يطلقون عليه هذه التسمية. بينما ذهب البعض الآخر إلى أن مدلول هذا الاسم يحيل على كلمة «خَرْبَقَ» التي تعني في اللغة العربية الإسراع في المشي، أو في قطع الشيء وشقه، كما أن «الخِرْبِقُ» هو حوض أو شبه صهريج يُجمع فيه الماء. كلا المعنيين يحيلان على عمليتي التنقيب والحفر المكثفتين اللتين تعرض لهما الموقع في مستهل القرن العشرين على يد المعمرين الفرنسيين.
من ترحال الناس إلى الاستقرار
لم تكن الظروف الطبيعية أو القبلية أو السياسية أو الاقتصادية، قبل سنة 1921، تسمح بإقامة مجمع سكني حضري بهضبة الفوسفاط، خاصة أن أنشطة المنطقة الإنتاجية المعاشية كانت ترتكز على الفلاحة والرعي، مع سيادة نمط معيشي يرتكز على نصف الترحال.
عبد المالك ناصري
تتمة المقال تجدونها في العدد 68 من مجلتكم “زمان”، يونيو 2019