لم تكن مشكلة تجارة المخدرات عائقا يؤرق المغرب وإسبانيا في السنوات الأخيرة فقط، بل منذ عقود. في نهاية الثمانينات، عبر الحسن الثاني عن رأيه في المخدرات التي توزع في أوربا قادمة من المغرب، ولخّصه في ثلاثة أمور.
في حديثه مع الإذاعة والتلفزة الإسبانية سنة 1989، وعندما سُئل عن مشكلة المخدرات التي تخرج من المغرب متوجهة إلى إسبانيا وتوزع في باقي أوروبا، كان جواب الحسن الثاني كالآتي: “يجب قبل كلشيء وضع النقط على الحروف، أولا إن المخدرات التي تأتي من المغرب ليست خطيرة المفعول. ثانيا إنها ليست محرمة، إلى حد أنه يجري الحديث في المنظمة العالمية للصحة قصد السماح بتداول هذا النوع من المخدرات في بعض الدول، حتى يتجنب الأشخاص تعاطي مخدرات خطيرة المفعول. ثالثا لا يوجد عندنا إلا عدد قليل من المدمنين على المخدرات، لكن العديد من الدول الأوربية تتساهل بخصوص المخدرات، فهي تستهلكها وتغض الطرف عن متعاطيها، ولنأخذ كمثال هولندا التي تعد أكثر تسامحا في هذا المجال، وأعتقد أن هذا أمر غير طبيعي، ولكن لا ينبغي معاقبة المنتج بل المستهلك، لأنه لو لم يكن هناك مستهلك لما كان هناك منتجون.
لا يجب أن يغيب عن الاذهان أن شواطئ المغرب جد عريضة، ومع الأسف إنكم ذكرتم من أين تأتي المخدرات، ولم تشيروا إلى الجهة التي تصلها، ففي غالب الأحيان تصل المخدرات الآتية من المغرب إلى إسبانيا، وبالنسبة لما يسمى بالصيادين كانوا مغاربة أو إسبانا، فإن الشواطئ الإسبانية هي الشواطئ الأقرب، وهذا ما كان دائما مصدر انشغالنا…”