افتتح “صلاة الفاسيين” يوم الـ13 فبراير 2013. هذا الكنيس هو آخر بقايا أقدم طقس يهودي مغربي، يعود أصله إلى ما قبل الهجرة الجماعية ليهود إسبانيا، إنه الطقس الفاسي.
في ملاح فاس، في عمق درب الفاسيين، يقبع كنيس “صلاة الفاسيين”. منذ البداية يطرح اسمه إشكالا. فتعبير “صلاة الفاسيين” يوحي أنه كان يحتضن صلاة سكان فاس، ما يعني أنه يتميز عن أماكن الصلاة الأخرى التي يصلي فيها المؤمنون القادمون من خارج المدينة. يجمع المؤرخون على أن فاس احتضنت منذ تأسيسها ساكنة يهودية مهمة، وحتى مهمة جدا حسب أبي عبيد البكري صاحب كتاب “المسالك والممالك”. بل أنه من الممكن، وفقا لروض القرطاس وابن خلدون، أن تكون النواة الأولى للمدينة -أي قبل مجيء إدريس الأول- الواقعة على الضفة اليمنى للنهر (كلمة “أفاسي” الأمازيغية تعني “اليمنى”، ويمكن أيضا أن تكون أصل تسمية فاس) احتضت من بين سكانها جالية يهودية. في المقابل، فإن الحي اليهودي القديم لفاس البالي يقع على الضفة اليسرى للنهر، في المدينة التي شيدها إدريس الثاني، واسمها العالية. في القرن الخامس عشر، وبعد سقوط الموحدين وصعود الدولة المرينية، نُقل الحي اليهودي إلى فاس الجديد (الحي الجديد الذي أنشئ سنة 1276م من قبل المرينيين). شيد الحي اليهودي على أنقاض سوق قديم للملح، الملاح. تحت حماية أسواره، أصبح هذا الملاح اليهودي– هناك أيضا ملاح للمسلمين، وقد ظل صامدا حتى القرن السابع عشر- مركزا أساسيا لليهودية في المغرب، وللدراسات اليهودية وتكوين رجال الدين.
جون ليفي
تتمة المقال تجدونها في العدد 3 من مجلتكم «زمان»