من الأسباب التي أضعفت الخليفة الموحدي الناصر في حملاته العسكرية هي الفساد والاختلاس الذي حل بخزينته، وليس في حروبه الخارجية. وتذكر المصادر التاريخية أنه من عادة الخلفاء الذين سبقوا السلطان الناصر أن تجمع الأموال نقدية وعينية في مراكز محددة في طريق محلته السلطانية لتموينها وتمويل المخزن. وكانت قوة الجيش الموحدي مرتبطة بوفرة تلك الأموال، وذلك لكثرة الأعطيات التي يقدمها الخليفة للجند بسخاء. لكن لمّا كان الخليفة في طريقه إلى الاندلس لم يجد ما يمول حملته في الأماكن التي تخزن فيها الأموال. وتشير المراجع أن طبقة من القشاشين والعمال المشتغلين من كبار الدولة تلاعبوا بها. غضب الخليفة فأمر بمعاقبة المسؤولين ثم قتلتهم. لكن رد الفعل هذا زاد من حدة المشكل وزاد من اندحار قوته، وذلك حينما عزم الشيوخ والأعيان الانتقام مما فعل بهم.
أي نتيجة
View All Result