شغلت عائشة البصري عدة مناصب إعلامية في إدارة الشؤون الإعلامية بنيويورك، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، كما عملت كناطقة رسمية باسم بعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور .تشتغل عائشة حاليا، كباحثة في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات بالدوحة، بعد أن استقالت من وظيفتها السابقة بالأمم المتحدة. في هذا الحوار، ترجع بنا إلى حيثيات استقالتها من منصبها، عقب ما فجرته حينئذ حول تستر الأمم المتحدة عن انتهاكات الحكومة السودانية في دارفور، وكذا اعتداءات الحركات المتمردة على المدنيين.
قبل وصولكم إلى دارفور في غشت 2012 ماذا كانت تقول تقارير الأمين العام عن الأوضاع هناك؟
كانت تقارير بان كي مون منذ 2010 تؤكد بأن الحرب قد انتهت، وأن الحكومة تتصدى من حين لآخر لتمّرد تقوده حركات مسلحة، وأن آلاف اللاجئين قد عادوا من تشاد إلى بلداتهم وقُراهم في دارفور، وأن ما يجري في هذا الإقليم الغربي هو مجرد نزاع منخفض الحدّة، يعود بالأساس إلى مشاكل بين المزارعين والرعاة الرّحل، وتنافس حول الموارد. لم يكن لدي سبب للتشكيك في هذه السّردية، خاصة وأن الأمم المتحدة كانت ترعى عملية سلام، كما شرعت في تقليص قوة البعثة، تمهيدا لخروجها لاحقا، نظرا لتحسن الوضع الأمني. على هذا الأساس، وافقت بأن أشغل منصب الناطقة الرسمية لبعثة الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لحفظ السلام في دارفور، المعروفة اختصارا بـ“اليوناميد“.
كيف علمتم بوجود اشتباكات في المنطقة التي تدعى طويلة؟ وماذا كان رد فعلكم حينئذ؟
وصلت دارفور يوم 25 غشت .2012 وبعد حوالي تسعة أيام من وصولي، توصلت باستفسار إعلامي عن اشتباكات في بلدة طويلة بشمال دارفور .أحلتُ السؤال لمسؤولين بالبعثة وأجابوني بالنفي، وأكدوا لي أن “الأوضاع هادئة“. لكن لم يمر يومان أو ثلاثة حتى اكتشفت من خلال تقارير دوريات شرطة البعثة أن الوضع لم يكن هادئاً كما زعموا، وأن مئات العائلات قد فرّت من قراها جرّاء هجوم مسلّح.
تتمة الحوار تجدونها في العدد 107/106 من مجلتكم «زمان»