لا أحد الآن ينكر القيمة والمكانة التي يحلها حسن حنفي، فهو أحد أبرز الفلاسفة العرب المعاصرين كما يصفه المثقفون، وصاحب الإنتاج الغزير على مدى أكثر من 50 عاما. هذا المفكر المصري عاش بين المغاربة لمدة غير قصيرة، وكتب عن عاداتهم وما لاحظه عن المجتمع المغربي وعن سياسته. إليكم بعض ما كتبه حسن حنفي (من مواليد 1935) عن المغرب.
في سنة 2018 أصدر حسن حنفي مؤلفه “ذكريات”، يحكي فيه عن شذرات مما عاشه في التدريس والمعيشة والسفر. ومما جاء فيه أيضا، فصل يتذكر فيه حنفي فترة تدريسه بالمغرب بين سنتي 1982 و1984 بكلية الآداب بفاس، وكيف عاش تلك السنتين وسط المغاربة. في هذه السطور، نقتطف فيه كل مرة بعض ما كتبه المفكر المصري.
يقول حنفي عما لاحظه في شهر رمضان: “والعادات المغربية فريدةٌ في نوعها خاصةً في شهر رمضان؛ فالصوم واجبٌ ديني. وما إن ينطلق أذان المغرب حتى يبدأ المغربي بأكل الحلوى وشرب الشيشة وربما لعب الطاولة والدومينو وربما المعاشرة الجنسية. ويبدأ الإفطار في الساعة الحادية عشرة ليلًا بعد صلاة التراويح، ثم يبدأ الخروج إلى الشوارع للسَّمر ولقاء الأصدقاء. أمَّا السحور فقبل الفجر بقليلٍ مع صلاة الفجر”.
أما ما لاحظه المفكر حسن حنفي عن باقي العادات، فيقول: “يوم الجمعة أكل الكسكس «الكسكسي»، مُقدَّم بالخضار واللحم وليس بالسكر والزبيب في الأفراح كما هو الحال عندنا في مصر، ويُقدَّم على مائدةٍ مستديرة يجلس عليها الضيوف وما تبقَّى يُعطى لأصحاب المنزل، ثم يُقدَّم الشاي الأخضر.”
يضيف في نفس الكتاب: “واللباس المغربي للسيدات جلبابٌ أَخضرُ طويل، عليه نقوشٌ من خيوط الذهب الصفراء، وتضع السيدة جميع أنواع الحُلي في وجهها وعلى صدرها. أمَّا الرجل فيلبس القُفطانَ المغربيَّ الطويل وعلى رأسِه الطربوش الأحمر ذو الزِّر الأسود، وفي قدمَيه الخُف المغربي، لم يتفرنس كما هو الحال في الجزائر وتونس”.
يختم رأيه: “الحديث عن الدين يسبق الحديث عن السياسة، مؤمنٌ بالقلب ومُنفتِحٌ حُر في السلوك، يتكلم العربية الفُصحَى قَدْر الإمكان بالرغم من وجود اللهجة المغربية”.