تقول الحكاية إن قائدا مستبدا ظهر في عبدة زمن وصاية الصدر الأعظم باحماد على عهد السلطان الشاب المولى عبد العزيز، عاث في الأرض فسادا وبطشا وجورا فثارت ضده فرقة من قبيلته، عرفت هذه الانتفاضة الاجتماعية التي قادها “أولاد زيد” ضد القايد عيسى بن عمر بـ”عام الرفسة”. فما هي العوامل التي عجلت بقيام هذه الحركة الاحتجاجية التي استمرت لبضعة أشهر، وكيف تعامل معها القائد عيسى بن عمر والمخزن المركزي؟
شكلت انتفاضة فخذة أولاد زيد ضد القائد عيسى بن عمر حدثا هاما ومرجعيا في تاريخ منطقة عبدة ما تزال الذاكرة الشعبية تحتفظ بحكاياتها وأساطيرها إلى غاية اليوم.
تدور أحداث هذه الحكاية زمن السيبة نهاية القرن التاسع عشر، حيث كانت قبيلة أولاد زيد من بين القبائل التي تمردت زمن حكم المولى عبد العزيز تحت وصاية الصدر الأعظم با حماد، حيث كان القائد عيسى بن عمر الآمر الناهي والحاكم المطلق للمنطقة يسفك الدماء ويزهق الأرواح، وقد وصفه المؤرخ أحمد بن محمد الصبيحي، في مؤلفه: “عيسى بن عمر وفظائعه”، بالحجاج بن يوسف الثقفي.
ولفهم أسباب هذه الانتفاضة لا بد من تحديد خلفيات الأطراف المتصارعة، القائد عيسى بن عمر وجذوره الاجتماعية من جهة، وكذا فخذة أولاد زيد وأوضاعها.
آل بن عمر، حلفاء المخزن التقليديين
انتمى القائد عيسى بن عمر إلى عائلة ارستقراطية من قبيلة البحاثرة، كان لها تأثير بالغ سواء على المستوى المادي أو المعنوي على القبيلة، إذ كان أفرادها يتوارثون منصب القيادة أبا عن جد. وهو ما جعل المخزن المركزي يعتمد عليهم أشد اعتماد في ضمان الولاء له.
وعيسى بن عمر، الذي يرجح أنه ولد سنة 1842، أخ القائد محمد بن عمر، وقد تكلف هذا الأخير بتربيته ورعايته، وعلمه القراءة والكتابة وأصول الدين والشريعة. وقد تولى عيسى قيادة البحاثرة وعمره لا يتجاوز الحادية والعشرين عاما، فبدأ يتعلم الأصول والتقاليد المخزنية وممارسة السلطة ما جعل أخاه يقترحه على المخزن في آخر سنوات حياته لخلافته.
عماد استيتو
تتمة المقال تجدونها في العدد 73 من مجلتكم «زمان»